ديلى تليجراف: سياسة العسكر تحول مصر لباكستان جديدة
هاجمت الصحف البريطانية، أمس، المجلس العسكرى وأداءه فى هذه الفترة الانتقالية الحرجة التى تمر بها مصر، معتبرة أن سياسات المجلس تجر الفشل الاقتصادى والسياسى على مصر وشعبها.
فتحت عنوان «المجلس العسكرى يعرّض إمدادات مصر المالية للخطر» نقلت صحيفة الفاينانشيال تايمز عن دبلوماسيين وخبراء اقتصاد أن قرار حل البرلمان وتولى المجلس العسكرى السلطة التشريعية فى مصر عرّض للخطر مساعدات دولية تقدر بمليارات الدولارات يحتاجها الاقتصاد المصرى بصورة ماسة.
وتقول الصحيفة: إن هذا الإجراء يعرّض للخطر مشروعات لتوفير فرص عمل يمولها صندوق النقد الدولى والبنك الدولى تقدر قيمتها بنحو 300 مليون دولار.
ويضيف التحليل أن حل البرلمان أهدر شهورا من المحادثات بين أعضاء البرلمان والبنك الدولى لعمل خطة للتطوير وتحسين البنية التحتية لمصر وإرساء قواعد الحكم الرشيد وتوفير فرص عمل ودعم الضمان الاجتماعى.
ويرى التحليل أنه من غير المرجح المضى قدما فى خطة صندوق النقد الدولى لدعم الاقتصاد المصرى الضعيف حتى يتم الانتهاء من الانتخابات وتتولى حكومة جديدة مهمة الإصلاح الاقتصادى وضمان تنفيذ إجراءات الإصلاح.
ويقول دبلوماسيون ومصرفيون: إن قرض صندوق النقد الدولى الذى تبلغ قيمته 3.2 مليار دولار ضرورى لإعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى والحصول على تمويلات من المستثمرين والجهات المانحة.
ولكن صندوق النقد يقول إنه يرهن القرض بموافقة ودعم البرلمان وتبنى برنامج إصلاحات اقتصادية.
أما صحيفة ديلى تليجراف فبدأت تقريرا نشرته أمس بعبارة: «انتهت الثورة ليذهب كل فرد إلى منزله.. لقد كان الأمر عبارة عن سوء تفاهم».
واعتبرت الصحيفة أن «هذه هى رسالة المجلس العسكرى الذى يحول مصر الآن بسياساته إلى باكستان جديدة. وأكدت أن ما يحدث فى مصر هو تدمير ذاتى للبلد، وديكتاتورية عسكرية وطفرات ديمقراطية متفرقة»، مضيفة أنها نتيجة مزرية ومأساوية لهذا البلد الذى كان ينبغى أن يقود نهضة سياسية فى العالم العربى.
فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة يضع اللمسات الأخيرة على الانقلاب البطىء الذى تتكشف ملامحه ببطء منذ ثورة يناير. فلمدة 16 شهرا تسبب المجلس العسكرى فى حالة من الهياج فى البلاد متبعا أساليب القمع والتعذيب «يذكر أن الجيش فى باكستان يُحكِم قبضته على مختلف شئون البلاد».
ومن جهتها اعتبرت الجارديان البريطانية أن دخول حسنى مبارك فى غيبوبة، بينما تتصاعد حالة التوتر فى مصر، يضيف فصلا جديدا على الصراع على السلطة السياسية فى مصر.
حيث تأتى غيبوبة مبارك -الذى خسر السلطة من 16 شهرا لصالح انتفاضة وثورة تطالب بالديمقراطية- وسط حالة مستمرة من الخلافات حول من انتخب خليفة له، حيث يعلن كل من المرشحين د.مرسى والفريق شفيق أن كل واحد منهما هو الفائز فى سباق الانتخابات الرئاسية.
ومما يضيف مزيدا من التوتر عدم وضوح الحقيقة وسط تضارب الأنباء حول كون مبارك مات سريريا أم أن حقيقة الأمر أنه دخل فى غيبوبة.
وتضيف الجارديان أنه مما يجعل توقيت الأزمة الصحية لمبارك توقيتا حرجا توقع عدد من السياسيين أن النتيجة النهائية للانتخابات -أيا كانت- سيرفضها المرشح الخاسر بجحة أنها مزورة مما ينذر بمزيد من الاضطرابات.