سوهاج: «أوبرا» أصبحت مركزاً تجارياً.. و«الحرية» مخزناً للمشروبات.. و«شريف» برجاً سكنياً.. و«الثقافة» توقفت
سينما «أوبرا» فى محافظة سوهاج
بدأت السينما تعرف طريقها إلى محافظة سوهاج فى خمسينات القرن الماضى، وكانت أول سينما أهلية تم افتتاحها تعرف باسم سينما النصر، بشارع الورشة بمدينة سوهاج، وتم إغلاقها فى نهاية الستينات بسبب خلافات مع الشركاء لتتحول إلى برج سكنى، بعدها تم إنشاء سينما الحرية وهى أيضاً سينما أهلية، لكن مع افتتاح سينما مكيفة أخرى بالقرب منها تراجعت أعداد روادها واضطر أصحابها إلى إغلاقها فى عام 1995 وتحويلها إلى مخزن للمشروبات الغازية، أما سينما «أوبرا» التى تسببت فى إغلاق سينما الحرية، فقد تم إغلاقها هى الأخرى فى عام 2010 بسبب انخفاض أعداد الزوار بشكل كبير، لتصدر المحافظة قراراً بتحويلها إلى مول تجارى وترفيهى، لأن ملكيتها تتبع مجلس مدينة سوهاج، وسينما الثقافة التى تم إنشاؤها بشكل تجارى داخل قصر ثقافة سوهاج توقفت عن العمل فى التسعينات، أما سينما شريف التى تقع فى مدينة جرجا جنوب المحافظة، فقد تم إغلاقها فى الثمانينات وتحويلها إلى برج سكنى من قبل أصحابها لأنها تقع فى منطقة تبلغ قيمة متر الأرض فيها مبالغ مرتفعة.
آخر فيلم «صرخة نملة».. وسهير المرشدى قدمت عرضاً مسرحياً فى 2007.. والشباب: «ذنبنا إيه إن مفيش سينما فى المحافظة»
ويقول مظهر العسيرى، شاعر وأديب، إن محافظة سوهاج بحاجة ماسة إلى دور عرض ومسرح لاستيعاب طاقة الشباب للترفيه، والابتعاد بهم عن الأفكار المتطرفة، موضحاً أن المحافظة كان بها 5 دور لعرض الأفلام، وكانت جميعها ممتلئة بالشباب، ويتم عرض الأفلام الهادفة، وكانت جاذبة للأسر خاصة فى المناسبات، كالأعياد، ونهايات الأسبوع، وعندما اتجهت السينما إلى عرض الأفلام التجارية، والهابطة التى تحتوى على مشاهد غير لائقة، بما لا يتناسب مع عادات وتقاليد أهل الصعيد، عزف معظم الأسر عن الذهاب لدور السينما، حتى إن كثيراً من الأسر راقبوا أبناءهم وبناتهم وتم منعهم من الذهاب للسينما مرة أخرى بسبب تلك الأفلام الهابطة، وطالب بضرورة تدخل الجهات الحكومية لتبنى فكرة إنشاء دور عرض سينمائى مرة أخرى داخل المحافظة تهتم بعرض الأفلام الهادفة لتوعية الشباب بخطورة المرحلة التى تمر بها البلاد، بديلاً من تركهم يجلسون على المقاهى، ويكونون عرضة للفكر المتطرف، خاصة مع وجود عدد كبير من العاطلين عن العمل ولا يجدون أية فرصة عمل، ولا يعرفون كيف يقضون أوقات فراغهم، موضحاً أنه يجب أن تكون رسوم الدخول فى متناول الشباب، والأسر السوهاجية، مؤكداً أن آخر فيلم تمت مشاهدته فى سوهاج باسم «صرخة نملة»، ويقول على محمد، طالب بكلية التجارة بجامعة سوهاج، إنه لا يعرف ما السبب فى عدم وجود دور سينما فى محافظته وأول شىء يفعله عندما يسافر للقاهرة هو الذهاب للسينما، لأنه يشعر بسعادة وهو يشاهد الأفلام داخل قاعات العرض، مناشداً المسئولين فى المحافظة ضرورة تبنى فكرة وجود سينما تخدم الشباب والفتيات والأسر، ويقول قدرى مقلد، مدير قصر ثقافة سوهاج، إن المحافظة كان يوجد بها عدد ليس بالقليل من دور السينما، وأكد أن الفضائيات والإنترنت قضت على تلك الصناعة المهمة، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الشباب يسألونه عن الأسباب التى أدت إلى عدم وجود سينما فى المحافظة، وأن غالبية الشباب يبحثون عن السينما، خاصة مع وجود جامعة بها نحو 35 ألف طالب وطالبة، وغالبية الأسر تحتاج لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فى السينما، وأوضح مقلد أن السينما لها دور تنويرى وتثقيفى، فالمواطن الذى يشترى تذكرة دخول السينما يجلس طوال ساعات عرض الفيلم فى تركيز تام، مؤكداً أن الأفلام عندما تتم مشاهدتها فى دور العرض تترك انطباعاً وأثراً جيداً فى نفس المشاهد، بخلاف التى تتم مشاهدتها فى المنزل عبر شاشات الفضائيات، وأوضح أن المحافظة تحتاج إلى سينما بشكل عاجل، ويفضل أن تكون مساحتها صغيرة مثل التى نراها فى القاهرة، فيمكن أن يتم تشغيل فيلم لـ10 أشخاص فقط، موضحاً أن هناك نشاطاً كبيراً للمحافظة، خاصة فى فرق المسرح وأن هناك 5 فرق شباب وأندية مسرح تقدم أعمالها على مسرح قصر ثقافة سوهاج، وهناك حركة شبابية من طلاب وطالبات الجامعة فى النشاط المسرحى، وأشار مقلد إلى أن سينما الثقافة بسوهاج توقفت عن العمل فى بداية عام 2010 وتم سرقة جهاز العرض منها فى أحداث ثورة 25 يناير ولم يتم تزويدها بجهاز عرض بديل من قبل وزارة الثقافة، وأكد مقلد أن الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، سبق أن أعلن عن مشروع إنشاء مركز تجارى وترفيهى، على المساحة المقامة عليها سينما أوبرا بميدان الثقافة بارتفاع سبعة طوابق تتم زيادتها إلى 11 طابقاً، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 196 مليون جنيه، ستتم تغطيتها خلال عامين من بدء التشغيل، حيث سيشمل المركز مكاتب إدارية ومطاعم وكافيهات وعيادات طبية وقاعتى سينما، إحداهما على مساحة 270 متراً مربعاً، والأخرى على مساحة 540 متراً، كما سيشمل «جراج» بالدور الأرضى يتسع لـ90 سيارة، وصالة متعددة الأغراض لعقد الاجتماعات، وذلك طبقاً للمواصفات العالمية.
مدير «ثقافة سوهاج»: جهاز العرض الخاص بسينما القصر سُرق أثناء ثورة 25 يناير ولم يتم تزويدنا بآخر
وقال سمير صبرى، مدير السينما والمسرح بقصر ثقافة سوهاج، إن الفضائيات والإنترنت قضيا على دور السينما فى سوهاج، ولو أن هناك أفلاماً مفيدة وثقافية وعلمية، كان من الممكن أن تجذب الشباب إليها كما كان يحدث فى السابق فى دور عرض السينما بالمحافظة، وسوهاج تحتاج إلى دور سينما بشكل عاجل لاستيعاب طاقات الشباب، موضحاً أن قصر ثقافة سوهاج كان يقدم عروضاً مسرحية لكبار النجوم، وآخر مسرحية عرضت فى سوهاج كانت للفنانة سهير المرشدى، فى عام 2007، وكان قبلها عرض للفنان ممدوح وافى فى عام 2001، كما تم عرض مسرحية للفنانين سعيد صالح، وسوسن بدر، داخل سينما الحرية فى منتصف التسعينات، وكانت هذه العروض جاذبة لمعظم مواطنى محافظة سوهاج وبأجور رمزية.