الانفلات الأمنى.. «شماعة» المنتجين للهروب من التصوير الخارجى
المشاهد الخارجية من أهم العناصر التى تثرى الأعمال الفنية، لكنها تتطلب مجهودا شاقا من فريق العمل وتتعرض للكثير من العراقيل، بداية من التغيرات الجوية إلى المشاكسات التى تحدث فى الأماكن الخارجية، وعدم القدرة على السيطرة على الناس فى الشوارع.
وقد أدى الانفلات الأمنى الذى أعقب الثورة إلى صعوبة تصوير المشاهد الخارجية، ولجوء الكثير من المخرجين إلى حلول بديلة.. وللأسف اتجه بعض صناع مسلسلات رمضان التى تصور حاليا إلى بناء ديكورات لمشاهد خارجية بدلاً من التصوير فى أماكن خارجية حقيقية، وذلك بحجة الانفلات الأمنى أو عدم إمكانية التصوير، بسبب تزاحم الجماهير على النجوم أثناء التصوير. ومن هذه المسلسلات «الحكر» لفتحى عبدالوهاب و«الركين» لمحمود عبدالمغنى و«مشوار فرعون» لخالد صالح.
مدينة الإنتاج الأعلامى -الجهة المنتجة لمسلسل «الركين»- أنشأت ديكورا كاملا لشارع «مصدق» داخل المدينة، ليكون بديلاً عن شارع مصدق فى الدقى، وذلك بناء على رغبة المخرج جمال عبدالحميد، حيث يرى أن هناك حالة من الانفلات الأمنى، إضافة إلى الأوضاع غير المستقرة التى تشهدها البلاد، مما اضطره إلى اللجوء لهذه الفكرة للابتعاد عن مخاطر التصوير الخارجى. ويعترف طارق بركات مؤلف مسلسل «الحكر» أنهم اضطروا للاستعانة بديكورات داخلية خوفا من الأوضاع الأمنية: «كان من المفترض تصوير عدد من المشاهد الخارجية فى المقطم وحى الحطابة وكنا نسعى لبناء ديكورات «حى الحكر» فوق المقطم لكن الوضع الأمنى منعنا من ذلك وتم تبديل هذا الديكور بديكور آخر فى «نزلة السمان» داخل المدينة وكان هذا هو الحل الوحيد لمواجهة حالة عدم الاستقرار».
أضاف بركات: «المؤسف أن هناك عددا كبيرا من المسلسلات توقفت بسبب مخاوف المنتجين من المجازفة والتصوير فى أماكن خارجية وسط هذا الانفلات الأمنى، وكذلك المخاوف من سرقة الكاميرات ومعدات التصوير التى تقدر بآلاف الجنيهات، وحتى المسلسلات التى يتم تصويرها حاليا تبحث عن مناطق آمنة خارج القاهرة، مثل القاهرة الجديدة أو الشيخ زايد للهروب من الانفلات. وإذا اضطروا للتصوير فى أماكن خارجية تتم الاستعانة بعناصر من البلطجية، بـ4000 جنيه للبلطجى الواحد، لتأمين الممثلين والمعدات. وفى مسلسل «مشوار فرعون» لجأ مخرجه محمد على للتصوير فى أماكن بعيدة تماماً عن تزاحم الجمهور والانفلات، فى محاولة لتصوير أكبر قدر من المشاهد فى أقل وقت ممكن. وقال أحمد سمير منتج المسلسل إن 75% من أحداث العمل مشاهد خارجية، مما دفعنا لاختيار مواعيد بعيدة عن أوقات الذروة والتجمعات، ولجأنا لاختيار الأماكن البعيدة تماماً، مثل الأماكن الصحراوية ومدينة 6 أكتوبر بدلاً من بناء ديكورات خارجية داخل الاستديوهات، ويواجه صناع الأعمال كل هذه المشاكل بسبب وزارة الداخلية وعدم تأمينها لأماكن التصوير، مما يدفع المنتجين للاستعانة برجال أمن أو بلطجية من أجل تأمين أنفسهم أثناء التصوير، خاصة مع تجمع أكثر من 200 شخص وقيامهم بإزعاج طاقم العمل وإحداث إزعاج وأصوات مرتفعة لاعتقادهم أن ما نقوم به مجرد هزار وتهريج.
على الجانب الآخر هناك منتجون يرفضون استبدال الديكورات بالمشاهد الخارجية مهما كانت الأسباب، مثل جمال العدل الذى يدخل سباق رمضان هذا العام بمسلسل «الداعية». العدل أكد أنه لم ير أى انفلات أثناء التصوير مقارنة بالعام الماضى، فالوضع الأمنى أكثر هدوءا واستقرارا ولم تواجههم مشاكل ولا توجد هذه المخاوف التى يتحدث عنها البعض، مع العلم أن 80% من أحداث المسلسل خارجية. وقد تم تصوير عدد كبير من مشاهد «الداعية» فى «الحطابة»، وكانت مشاهد عنيفة، وكذلك فى السيدة عائشة ووسط البلد وهى أماكن كان من الأولى أن يحدث فيها تعدٍ على التصوير لكن ذلك لم يحدث ومرت الأمور بسلام. واعتبر العدل أن لجوء صناع الأعمال إلى هذه الحيلة «استسهال»، لأن العمل تحت ضغط أو تزاحم الجمهور أمر طبيعى وليس جديدا على المخرجين والمنتجين والفنانين بوجه عام. وقال إن من يقوم بذلك يقصر فى حق المهنة وستخرج هذه الأعمال بلا روح.
ورفض المنتج محمود شميس منتج مسلسل «الشك» الاستسهال والاستعانة بديكورات بدلا من المشاهد الخارجية، وأكد أنه لم يجد صعوبات أثناء تصوير المشاهد الخارجية، سواء على المستوى الأمنى أو التزاحم الجماهيرى، حيث تم التصوير فى العديد من المناطق، أبرزها المقطم والمنيل وأكتوبر. ويرى شميس أن اتجاه البعض للتصوير الداخلى فقط، حرية شخصية، لكن واقعياً لا يوجد قلق فى التصوير الخارجى.
ويقول حسام شعبان منتج مسلسل «فرح ليلى»: «لا أؤيد فكرة التصوير الداخلى فى استديوهات، لأن التصوير الخارجى أكثر واقعية وأفضل من ناحية الصورة، حتى بلاتوهات المدينة والاستديوهات أصبحت معروفة للمشاهد وتكررت فى العديد من المسلسلات، ولدينا فى مصر العديد من الأماكن التى يمكن التصوير فيها، لكن الظروف الأمنية وعدم الاستقرار أجبرت بعض الأعمال لينقلب الخارجى إلى داخلى».