سماسرة «الدواجن» فى القليوبية يرفعون الأسعار بـ«التليفون»
صورة أرشيفية
لا يبدو ارتفاع أسعار الدواجن فى القليوبية مفهوماً لكثير من الأهالى الذين كوتهم «اللحوم البيضاء»، مع وصول سعر كيلو «الحى» إلى 32 جنيهاً، وسعر كرتونة البيض إلى 34 جنيهاً، خاصة أن المحافظة الملقبة بـ«عاصمة الإنتاج الداجنى» تضم وحدها 5 آلاف مزرعة، فيما ما زال حلم إعادة افتتاح بورصة بنها للدواجن، والمغلقة منذ عامين تقريباً، بعيد المنال، مع اتساع نفوذ السماسرة المتحكمين فى الأسواق بـ«التليفون». لم يتبق سوى أن يعلن أصحاب مزارع الدواجن فى القليوبية «وفاة الصناعة» رسمياً، رغم أن لديهم الكثير من المبررات لاضطرارهم إلى رفع الأسعار، ومنها تحرير سعر صرف الدولار، ما تسبب فى جنون كل مستلزمات الإنتاج المستوردة، من أعلاف وأمصال، بالإضافة إلى ارتفاع أجور العمالة، وتكاليف النقل المرتبطة برفع سعر الوقود. عماد الدين مشهور، أحد كبار المربين فى القليوبية، أرجع انهيار بورصة الدواجن إلى حصار المشكلات لها، بالإضافة إلى إهمال المسئولين لها، حتى تحولت إلى «ديكور»، وأصبح التداول بين أصحاب المزارع وتجار التجزئة يجرى على المقاهى، وفى الأسواق الحرة، بعيداً عن البورصة التى فقدت دورها. من جهته، توقع عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن فى الاتحاد العام للغرف التجارية، أن تستمر أسعار الدواجن فى الارتفاع مع زيادة تكلفة الإنتاج، وعدم اتخاذ أى إجراءات حكومية لحل أزمات تلاحق الصناعة، بداية من ارتفاع أسعار الأمصال بنسبة 30%، إلى ضعف الإنتاج المحلى من الأعلاف، وانخفاض المساحة المزروعة بالذرة محلياً.
90% من مزارع «ميت العطار» تغلق أبوابها.. و«السيد»: الأمصال ارتفعت 30%
التاجر أحمد العيسوى، أحد مربى الدواجن فى قرية ميت العطار، قال إن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج هو السبب الرئيسى فى جنون أسعار الدواجن، لأن معظم هذه المستلزمات من مركزات وأعلاف وأدوية وذرة وفول صويا ومكونات «العليقة» يتم استيرادها من الخارج، وترتبط بارتفاع أسعار الدولار، ما أثر على كل جوانب الصناعة، وتسبب فى موجة من الركود.
وأشار إلى اضطرار العديد من المربين لإغلاق المزارع ومعامل التفريخ، لأن أسعار الأعلاف ترتفع يومياً، ما أدى إلى ضعف الإقبال عليها، وتكبد أصحابها خسائر عالية، مؤكداً أن «المربين لا علاقة لهم بارتفاع أسعار المنتج النهائى، لأنهم يبيعون إلى تجار التجزئة بأقل من سعر التكلفة، إلا أن تكاليف النقل إلى الأسواق ومحال الدواجن ترفع السعر النهائى». أما السائق السيد منتصر، فقال إنه يعمل منذ سنوات طويلة فى نقل الدواجن، وليس له أى مصدر دخل آخر، لافتاً إلى أن «حالة الركود الحالية فى الأسواق نتيجة ارتفاع الأسعار دفعت الكثير من المربين إلى التخلى عن المهنة، ما تسبب فى وقف حالى، ولم أعد قادراً على سداد أقساط سيارتى، ويؤكد الجميع أن السبب هو ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة تعويم الجنيه، فالكل خاسر بداية من المزارع، وانتهاء بالمواطن». وكشف محمد سعد، أحد أهالى ميت العطار، عن اضطرار 90% من مزارعى الدواجن فى القرية، والمقدرة بـ4600 مزرعة، إلى إغلاق أبوابها، وتسريح العمال، بسبب الخسائر المتوالية. واعتبر الحاج هشام العفيفى، أحد أصحاب المزارع فى بنها، أن «أهم أزمات صناعة الدواجن حالياً هى إغلاق بورصة الدواجن الرئيسية فى بنها، لأن القرار أدى إلى سيطرة مجموعة من السماسرة عليها باستخدام التليفون، بعيداً عن الرقابة، وآليات العرض والطلب، ما تسبب فى ارتفاع أسعار الدواجن.