«الشورى» يناقش «الإلحاد» وينسى «التطرف».. ودراسة: عدد الملحدين ارتفع تحت الحكم الدينى
«زيادة عدد الملحدين فى مصر بعد الثورة بالتزامن مع حكم الإخوان المسلمين».. إحصائية رصدتها مؤسسة «فورد» التابعة لمؤسسة «بيرسون مارستلر» الأمريكية؛ فالدراسة التى أُجريت على عينة من شباب مصرى يتراوح بين 18 و28 رصدت ارتفاع عدد الملحدين فى عام 2012 إلى 3%، ورغم أن علماء نفس واجتماع أرجعوا الأسباب إلى تيار الإسلام السياسى الذى يشوه صورة الإسلام، فإن لجنة الشباب فى مجلس الشورى انعقدت منذ أيام قليلة لتناقش أسباب اتجاه الشباب إلى الإلحاد.
الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، استنكر مناقشة لجنة الشباب بمجلس الشورى لملف الإلحاد وتجاهلها للسبب الرئيسى وراء هذا، وهو تيار الإسلام السياسى الذى يقدم صورة سيئة للإسلام، تتسبب فى النفور منه، مؤكدا أن شيوخ الفضائيات وما ينشرونه من ثقافة كره وخوف أمر كافٍ لتنفير الناس من الإسلام.
«عمرك شفت شيخ بيتكلم عن العدل، عن الحكم الرشيد، عن التعاون؟ للأسف الشيوخ تركوا أساس الدين وتمسكوا بالرتوش»، مشيرا إلى أن مناقشة مثل تلك القضية الآن فى مجلس الشورى يمثل نوعا من أنواع الإلهاء، خاصة مع استمرار اعتقال الجنود المصريين، أى أن خطر الجهاديين مستمر، والأفضل لمجلس الشورى مناقشة ملف الجهاديين بدلا من ملف الملحدين، على الأقل هم الأكثر خطورة والأكثر تهديدا لملف الأمن القومى، فى رأى «صادق».
الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، قالت إن مناقشة ملف الإلحاد فى مجلس الشورى الآن لا منطق له، خاصة مع عدم إدراك القائمين على مناقشته أن المغالاة فى تقديم صورة الإسلام من قبل التيارات الموجودة على الساحة قد تكون دافعا كبيرا لإلحاد الشباب.
على العكس من ذلك، فإن الدكتور صلاح عبدالمعبود، المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور بمجلس الشورى، الذى أثار قضية مناقشة ظاهرة الإلحاد بين الشباب، يرى أن السبب وراءها هو ضعف الوازع الدينى لدى الشباب وضعف التربية فى المنزل وعدم قيام الأزهر بدوره الأصيل فى التربية الدينية والتعريف بالقيم والأسس الأخلاقية.
وعن مناقشة الإلحاد الآن وتجاهل فكرة التطرف والجماعات المتطرفة مثل الجهاديين، يرى «صلاح» أن مناقشة القضية ما زالت مقترحا قابلا للطرح وأن قضايا الجهاديين أيضا يجب أن تدرس؛ فالدين الإسلامى دين وسطى لا يقبل بالتطرف فى أى من الاتجاهين.