فريق «القمح المبرد» يرد على «الزراعة»: التجربة نجحت ووفرنا 55٪ من المياه
عدد من الوزراء خلال حصاد القمح المبرد «صورة أرشيفية»
كشفت مصادر بوزارة الرى، عن عقد الفريق البحثى لمشروع «القمح المبرد» اجتماعاً أمس برئاسة الدكتور محمد عبدالمطلب، رئيس المركز القومى للبحوث المائية، أفضى إلى إعداد مذكرة علمية وفنية بخطوات ونتائج تجربة القمح المبرد التى نفّذها المركز، وذلك رداً على تقرير وزارة الزراعة الصادر أمس الأول، الذى وصف التجربة بـ«غير العلمية».
مذكرة لـ«رئيس الوزراء» لتشكيل لجنة علمية لدراسة التجربة.. ورئيس الفريق البحثى: «الوزارة» شاركت فى التجربة بالتقاوى والتوصيات الفنية
وأضافت المصادر، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن المذكرة تتضمّن مقترحاً للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بتشكيل لجنة علمية محايدة من أساتذة الجامعات، لتقييم التجربة بشكل منهجى وعلمى، وإمكانية تطبيقها فى الظروف البيئية المصرية، ومدى تأثيرها على التركيب المحصولى والخريطة الزراعية للمحاصيل الشتوية والصيفية.
وأكد الدكتور عماد فوزى، رئيس الفريق البحثى، أن تجربة القمح المبرد ليست وليدة اليوم، وتم تطبيقها بحثياً خلال 4 أعوام مضت فى مناطق جغرافية متباينة مناخياً، ومن ناحية خواص التربة، وهى النوبارية الجديدة على مساحة 5 أفدنة فى أراضٍ رملية، وفى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية على مساحة 5 أفدنة فى أراضٍ رملية مستصلحة ومجهزة، وشرق العوينات بمحافظة الوادى الجديد على أراضٍ رملية فى مساحة 31 فداناً، وفى الزنكلون على مساحة حوضين من الأراضى الطينية القديمة تماثل أراضى الدلتا، والأصناف التى تم زراعتها «جميزة 11» و«سدس 12» و«مصر 1» و«جميزة 9»، وتم تجربة الزراعة بجميع الأساليب، بالطرق التقليدية، كبدار القمح، والعفير، والسطارة، والميكنة، وتم استخدام طرق الرى المختلفة، سواء الغمر التقليدية، أو الحديث كالرش والثابت والمحورى، وشاركت وزارة الزراعة فى التجربة منذ بدايتها، بتوفير تلك الأصناف، وتم تنفيذ التوصيات الإرشادية فى كل منطقة، طبقاً لمركز البحوث الزراعية، قبل بداية المحصول وحتى اكتمال نضجه.
«طنطاوى»: القمح المصرى ربيعى من نوفمبر إلى أبريل وخلاف ذلك جدل علمى.. وفريق وزارة الزراعة يتفقد مناطق زراعته لإعداد التقرير الرابع عن التجربة
وأضاف «فوزى» أن هدف التجربة فى الأساس يكمن فى توفير المياه، الذى تحقق بنسبة توفير 55٪، من خلال توفير ريتين كاملتين، ومما يدعو إلى الشك فى تقرير وزارة الزراعة أنها لم تأخذ عينات من المحصول بعد حصاده حتى الآن، كما سيقوم وفد منها بزيارة إلى مناطق الزراعة لتقييم التجربة، طبقاً للاتفاق الذى تم بين وزيرى الزراعة والرى الأربعاء الماضى.
وكلف الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، اللجنة العلمية المشكلة من مركز البحوث الزراعية اليوم بزيارة مناطق زراعة القمح فى النوبارية والزنكلون والتل الكبير، لدراسة نتائج المحصول وتقدير إنتاجيته باستخدام جهاز حديث يُقدّر الإنتاجية قبل دراس المحصول، وذلك لاستكمال التقارير العلمية، وتصل إلى أربعة تقارير حتى الآن، وذلك لعرضها على وزير الزراعة، تمهيداً لرفعه إلى مجلس الوزراء.
وقال الدكتور عبدالعظيم طنطاوى، عضو الفريق العلمى، إنه وفقاً للاتفاق بين وزيرى الزراعة والرى سيتم إعداد التقرير العلمى الرابع اليوم باستخدام أجهزة حديثة لقياس الرطوبة، ووجود عرق العجين، وتقدير عدد الحبوب فى السنبلة، ومطابقتها بأبحاث مركز البحوث الزراعية، لوضع حد لحالة الجدل العلمى بين الوزارتين.
وأضاف «طنطاوى» لـ«الوطن»، أن النظام البيئى لزراعة أصناف القمح فى مصر هو «الربيعى»، الذى يُزرع فى منتصف نوفمبر، وحتى منتصف ديسمبر، ويُحصد بنهاية أبريل ومايو، ليُحقق أعلى إنتاجية من وحدة الأرض والمياه، لافتاً إلى أنه ما عدا ذلك يُعد جدلاً علمياً، حيث إن القمح من نباتات النهار الطويل ويتطلب ظروفاً بيئية معينة من فترة إضاءة، ودرجات الحرارة، ونسبة رطوبة، وبرودة معينة تواكب مراحل نمو النبات خلال مراحل نمو البادرة، والتفريغ، والاستطالة والتزهير والإخصاب وامتلاء الحبوب والنضج التام حتى جفاف السيقان، وحصاد المحصول، بداية من منتصف أبريل ومايو المناسبين لحصاد ودراس القمح لتحقيق أعلى إنتاجية من الحبوب والتبن.
وأشار إلى أن حبوب القمح الربيعى لا تحتاج إلى فترة سكون يتم كسرها بالتعرّض لدرجات حرارة منخفضة (التبريد) كما ذكر، بينما فى حالة القمح الشتوى الذى يُزرع فى الدول التى يكسوها الجليد خلال فترة الشتاء، حيث يغطى الجليد بادرات القمح بعد الإنبات فيما يُعرف بنظام الارتباع، وليس حبوب القمح قبل الإنبات، وبعد ذوبان الجليد فى شهر مارس تبدأ بادرات القمح فى النمو والتفريغ والاستطالة وإتمام مراحل النمو حتى النضج وامتلاء الحبوب والنضج التام فى شهرى يونيو ويوليو، وتمتد فترة نمو القمح تحت الظروف البيئية لهذا النظام البيئى نحو ثمانية أشهر، ويطلق عليه القمح الشتوى، وهذا لا يتفق مع النظام البيئى لزراعة القمح تحت الظروف البيئية المصرية.
وأشار إلى أنه نظراً إلى أن حبوب القمح الربيعى لا تحتاج إلى فترة سكون يتم كسرها بالتبريد أو التعرّض لدرجات حرارة معينة أو التخزين، نجد أن القمح ينبت فى أى وقت خلال العام، فمثلاً عند زراعة الأرز بعد القمح فى شهر مايو بنظام التسطير «ذرة جافة فى أرض جافة»، ثم الرى ينبت جميع حبوب القمح المتناثرة فى التربة أثناء الحصاد والدراس مع الأرز، ويقوم المزارعون بالتخلص من تلك النباتات لإعطاء الفرصة لنمو الأرز، وإذا تبقى بعض نباتات القمح على الجسور تنمو وتنتج سنابل القمح فى يوليو، لكنها سنابل فارغة، حيث إن الظروف الحرارية المرتفعة غير مناسبة لعملية الإخصاب والامتلاء.
ولفت «طنطاوى»، إلى أن زراعة القمح فى مصر فى سبتمبر كما ذكر لم تكن وليدة اللحظة، بل طبقها كثير من مزارعى محافظة كفر الشيخ بمراكز «دسوق، فوه، مطوبس» فى 2001 - 2002 بعد تعميم زراعة أصناف الأرز مبكر النضج، الذى يُزرع فى نهاية أبريل وأوائل مايو، ثم يُحصد فى أغسطس، وتكون الأرض خالية أمام المزارعين فى سبتمبر لزراعة القمح، وطبّق المزارعون أنفسهم تلك التقنية فى تلك المناطق، وتم عقد عدة ندوات إرشادية لتوعية المزارعين بعدم زراعة القمح فى سبتمبر للانخفاض الحاد فى المحصول، حيث يُحصد القمح فى فبراير.
وأوضح أن المزارعين واجهوا مشكلة أدت إلى عزوفهم عن زراعة القمح قبل نوفمبر، وهى تدنى المحصول إلى 7 أرادب للفدان، مما حقق خسائر فادحة، لا تغطى تكاليف الإنتاج نتيجة عدم مناسبة الظروف البيئية وقت التفريغ والتزهير والإخصاب وامتلاء الحبوب لزراعة القمح فى تلك المواعيد، كما تم خسارة محصول التبن المهم للمزارعين لتغذية الماشية لصعوبة حصاد ودراس المحصول فى فبراير، لعدم تمام جفاف سيقان القمح واستمرار النمو الخضرى لانخفاض درجات الحرارة والإشعاع الشمسى غير المناسبين للحصاد والدراس، وأدى ذلك إلى زيادة نسبة الفقد أثناء الدراس وتدنى المحصول إلى 6 - 7 أرادب للفدان، فضلاً عن فقد محصول التبن.
وأكد «طنطاوى»، أن زراعة القمح مرة ثانية فى فبراير، كما ذكر الباحثون فى مركز البحوث المائية بعد القمح أو فى أرض أخرى سوف تواكب ظروفاً بيئية غير مناسبة لمراحل نمو البادرة والتفريغ، التى تحتاج إلى انخفاض درجات الحرارة أثناء الليل، لأقل من 15 مئوية، وأن يكون الفرق بين حرارة الليل والنهار لا تقل عن (5 - 8 درجات مئوية)، وهذا لن يتأتى فى مارس وأبريل، كما أن ارتفاع درجات الحرارة فى أبريل ومايو لا يتناسب مع مرحلة الإخصاب وامتلاء الحبوب والنضج التام، مما يؤدى إلى عدم امتلاء الحبوب، ولن تكتمل مرحلة النضج التام وتكون الحبوب (ضامرة)، لارتفاع درجات الحرارة أثناء النضج وانخفاض عدد الحبوب فى السنبلة، وطول السنبلة، عدد السنابل فى المتر المربع، مما يؤدى بالطبع إلى انخفاض المحصول بنسبة أكبر عن زراعة القمح فى العروة الأولى فى سبتمبر إلى نحو (6 - 7 أرادب) للفدان.