قصة "أسماء".. ناداها شخص بـ"العاهرة" فردت عليه بفيديو حقق مليوني مشاهدة
أسماء الحوني
لاقى مقطع فيديو تظهر فيه سيدة أمريكية محجبة، ظلت هادئة، أثناء تعرضها للتحرش، انتشارًا هائلًا على الإنترنت.
أسماء الحوني، 39 عامًا، ومواطنة أمريكية، تخرّجت في جامعة ولاية جورجيا الأمريكية بعد دراسة العلوم السياسية، كما أنها مُتدرّبة تشريعية لدى النائبة عن الولاية بريندا لوبيز، تعرضت منذ أيام للتحرش، ونوديت بـ"العاهرة"، عندما كانت تجلس داخل مقهى "جو"، بمنطقة أتلانتا، بولاية جورجيا الأمريكية، ونشرت أسماء المقطع الصادم للواقعة على صفحتها بموقع "فيس بوك"، 28 الماضي، والذي شاهده حوالي مليوني شخص.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، اليوم الثلاثاء، فإن الرجل، الذي عرّفته لاحقًا العديد من المنصات الإخبارية باسم "روب كولر"، التقط صورة لها.
وذكرت "أسماء" لموقع Creative Loafing، أنها كانت تعمل على حاسبها الآلي وقت الواقعة، ثم نظرت إلى أعلى فوجدت رجلًا يوجّه هاتفه نحوها، كما لو كان يلتقط صورة لها، وعندما سألته عمّا كان يفعل، بدأت في تسجيل مقطع الفيديو.
ويُظهر مقطع الفيديو المحادثة التي جرت بينهما..
"أهلا روب، تحب التقاط الصور؟" وأضافت: "تحب التقاط صور لي على وجه الخصوص؟".
ورد الرجل ضاحكًا، وأبعد هاتفه قائلًا: "هل تشعرين بالإساءة؟".
ردّت حينها وقالت "لا"، فاستمر الرجل في الوقوف والضحك، قبل أن يقول "هذا سؤال جيد".
ثم قالت أسماء "هذا روب من أتلانتا، وينكر أنه من المدينة ويزعم أنه من ديتريوت، بدلًا من ذلك".
وسألها الرجل: "لماذا أنتِ عصبية للغاية؟"، فردّت أسماء "نعم، ماذا أخرجك عن اتزانك؟" وأضافت: "أنا أود أن أعرف لماذا تأتي إلى هنا وتلتقط صورة لي".
وقال روب، الذي كان جالسًا أمامها في هذه اللحظة "أنا أقف في مقهى أظن أنه مثير للاهتمام"، وأضاف: "أنا أرى هذا الرجل يجلس هنا ويبدو كمُشغل DJ، وأنا ظننت أنه حقًا مكان لطيف، لذا ولكوني من ديترويت، التقطتّ صورة للمقهى وللرجل الواقف هناك، وهو بوضوح ليس مُشغل DJ، وكنا سنضحك"، وتابع: "كنت سأنشر ذلك على فيس بوك، ثم بدأت أنتِ في التصرف كعاهرة".
فسألت السيدة لمرّة ثانية بهدوء قائلة: "إذًا، أنا الآن عاهرة؟"، فرد: "نعم أنت كذلك".
وسألته للمرّة الثانية: "لأنني سألتك لماذا تلتقط صورة لي؛ أنا عاهرة؟".
فرد قائلًا "كان لطيفاً للغاية أن ألتقي بكِ"، وتحرّك كما لو كان سينهض من على الطاولة، في حين سألته أسماء لاحقًا ما هي وظيفته؟ ولكنه رد قائلًا: "هل معك البطاقة الخضراء (جرين كارد)؟".
فسألت "أسماء" باستنكار: "إذًا هل تعتقد أنني لست أمريكية؟"، وأُبعِد روب من قِبل رجل آخر وخرج كلاهما من المقهى سويًا.
ونشرت "أسماء" مقطع الفيديو يوم الثلاثاء الماضي، موجهةً رسالة للجميع من خلال منشورها "واجهوا الشجار بكاميراتكم، هذا روب من ديترويت، وجاء يظن أنه من الجيد أن يُخرج كاميرته ويلتقط صورة لي"، وأضافت: "سألته هل تأخذ صورة لي؟ قال نعم، قلت لماذا، فقال (أنا أرغب في ذلك)، لذا أخذت هاتفي وبدأت في تصويره، انشروا على نطاق واسع، العنصريون يشعرون بالجرأة الآن"، بعدها تلقت أسماء دعما كبيرا عبر الشبكات الاجتماعية.
ونشرت ميس سالمان أبوجريس، إحدى مستخدمات "فيس بوك"، صورة لتعليقات على الفيديو تظهر صورة لنفس المقهى الذي حدثت فيه الواقعة، مصحوبة برسالة من رجل يُدعى "روب كولر"، يصف الحادث باعتبار أنه "تم اعتراضه من قِبل ناشطة مسلمة"، وكان نص الرسالة يقول "لقد تم اعتراضي من قِبل ناشطة مسلمة في مقهى، وكانت قلقة أنني كنت ألتقط صورة لها، وبإمكانكم أن تروا بواسطة هذه الصورة أنها ليست فيها حتّى، ظننت أنه جو لطيف وكنت سأشاركها عبر فيس بوك، ثم بادرت أسماء الحوني بالحديث معي لالتقاط صورة ببساطة".
وتابع: "أصدقاؤها المتشددون لاحقًا بدأوا في التواصل معي وإخباري أنهم سيقتلونني، كان بإمكاني أن أقول في هذه اللحظة إنني متفق مع موقف دونالد ترامب بشأن الهجرة، ولكن الحقيقة هي أنني لا أفعل، فهذه أرض المهاجرين، اعتذاراتي لكل أصدقائي وعائلتي وزملائي وعملائي".
وأضاف: "كان عليَّ أن أتعامل مع الموقف بطريقة أفضل، أنا سأتحسّن وسأكون أفضل بتلك التجربة، شكرًا لك يا أسماء؛ أنا تعلّمت وسأنضج من تلك التجربة".
وبعد انتشار الفيديو بهذا الشكل الواسع، اضطر "روب" لإغلاق حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وحاولت صحيفة "دايلي ميل" التواصل مع "روب كولر"، للتعليق على الواقعة، وأصدر "مقهى جو" بيانًا بشأن الواقعة على موقع "فيس بوك"، قائلًا: "هناك فيديو يُتداول عبر فيس بوك لمواجهة بين إحدى زبائننا الأعزّاء ورجل يقول أشياء فظيعة لها"، وتابع: "نحن لا نتغاضى عن تصرّفات مثل هذه، ونشعر بالتقزز من ذلك بشكل صريح، مقهى جو مكان مُرحبًا، ومكان آمن للناس من كل العرقيات والألوان والأجناس.. إلخ"، وأضاف: "إذا كنت في متجرنا في أي وقت، وتشعر بالتهديد وعدم الارتياح، من فضلك أخبر عضو بطاقم العاملين، وتذكر من فضلك أن تحب الناس وتُظهر الطيبة دائمًا".
تأتي الواقعة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة، الذي أثار احتجاجات حول العالم، والذي يمنع دخول مواطني 7 دول عربية للولايات المتحدة، بما فيها ليبيا، التي ترجع أصول أسماء إليها.