محلل سعودي في حوار لـ"الوطن": إيران تسب واشنطن ثم تحزن من "قرار منع الدخول"
أحمد آل إبراهيم
قال أحمد آل إبراهيم، الخبير والمحلل السياسي السعودي المتخصص في الشؤون الأمريكية، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني 7 دول إسلامية لبلاده له ما يبرره في إطار مكافحة الإرهاب، وخاصة أن القرار محدد بفترة زمنية معينة وليس مؤبدا، معربا عن استغرابه من التناقض الذي يظهر في الموقف الإيراني من القرار، وخاصة أن قادة إيران يصفون الولايات المتحدة يوميا بأنها "الشيطان الأكبر"، واعتبر ان القرار الإيراني بالمعاملة بالمثل يبعث على السخرية، واستبعد في حواره لـ"الوطن" إمكانية تنفيذ ما أشار إليه البيت الأبيض أمس من توسيع القائمة لتشمل مصر والسعودية، معتبرا أن الدوتين أكثر الدول العربية والإسلامية التي تكافح الإرهاب، وإلى نص الحوار:
- كيف ترى تداعيات قرارات ترامب بمنع دخول مواطنين من 7 دول إسلامية للولايات المتحدة وتأثير ذلك على علاقة واشنطن بالعالم الإسلامي؟
ليس دفاعا عن أمريكا، ولكن غريب الغضب بسبب منع التأشيرات وهم من دول ثيوقراطية أو حليفة لدول ثيوقراطية، ما الذي يجعل تلك الدول وشعوبها تموت على زيارة "الشيطان الأكبر؟" كما تصفه إيران، فهي ازدواجية وشيزوفرينيا لصيقه بمنطقتنا بكل أسف يمارسون العنصرية والكراهية بكل صورها في البلاد العربية ولمجرد التلويح بالتمييز ضدهم يولولون وينوحون، كل يوم جمعة وهم في المساجد في إيران ولدى الحوثيين في اليمن ينادون "الموت لأمريكا" وحرق للأعلام الأمريكية، وعندما تمنعهم أمريكا من الدخول يصيحون، ولا تفرق بين من هو في البيت الأبيض معتدل أو لا، نفس الهتافات "الموت لامريكا"، إذا كانت هي شيطان أكبر، وقوى طاغية، وفاسدة لماذا يصرون على زيارتها؟
وأعتقد أنه بتصرفاتهم المتشنجة بشوفينية وازدواجية "الإخوان" وكل تيارات الإسلام السياسي، حيث يعتمد خطابهم للعامة على أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وفي نفس الوقت يلهثون خلف الجنسية الأمريكية لهم ولأولادهم ويتسابقون لإلحاق أولادهم بالمدارس والجامعات الأمريكية، كذلك نرى بعض الدول تعتمد نظام للحد من دخول الغرباء لبلادهم، ولا يخجلون من التنديد بما يحدث بأمريكا أو اعتراضهم على قرار دولة أوروبية سابقا وطبقا لقوانينها المعمارية بمنع إنشاء المآذن مع السماح بكل حرية بإنشاء المساجد للعبادة وهنا في بلداننا يرفضون بناء أي دور عباده، شيء يبعث للسخرية عندما ترى عنصري يحدثك عن العنصرية، ربما تقول له: "يا أخي ما تشوف نفسك".
الخبير السعودي: أستبعد ضم القاهرة والرياض للقائمة.. وقرار الحظر متخذ منذ عهد "أوباما"
- هل التوتر بين طهران وواشنطن يمكن اعتباره مؤشرا حول إمكانية تنفيذ تصريحاته بتعديل الاتفاق النووي؟
حقيقة لم أتمالك نفسي من الضحك عندما قرأت خبرا بأن إيران ستعامل أمريكا بالمثل على قرار منع ترامب دخول الإيرانيين لأمريكا، فالذي يسمع هذا التصريح يعتقد أن الأمريكيين يقفون أفواجا طلبا للهجرة لإيران، أو طلبا للحرية والتعليم وفرص العمل التي لا حصر لها.
يمكن أن يكون قرار "ترامب" حازما في هذا الشأن لكن لماذا هذه الدول لا تقف مع نفسها قليلا وتسأل لماذا شعوبنا تهاجر بالملايين إلى أمريكا وأوروبا ولا تريد أن ترجع؟ بدلا من رد إيران السخيف لماذا لم تسأل نفسها حكومة "قدس الله سره" لماذا أفضل العقول الإيرانية تهاجر لأمريكا؟ هناك أكثر من نصف مليون إيراني في لوس أنجلوس فقط، فلم النظام الديني المقدس لم يجذب تلك العقول وهم الآن في حالة اكتئاب بسبب قرار ترامب؟ نعم سوف يتم التعامل مع الملف النووي بصرامة وسوف يغير لما يناسب القيم العالمية وما يريده حلفاء أمريكا في المنطقة.
- كيف ترى تناقض القرار الخاص بالسودان مع الرفع الجزئي للعقوبات مؤخرا؟
الرئيس ترامب في أول 10 أيام وملف السودان يدرس الآن، وإذا كان هناك أي خلل سوف يكون فيه الحزم في اتخاذ القرار، ولا يوجد تناقض فباستطاعة الرئيس ترامب تغير أي شيء متى ما شاء ولكن دراسة الحيثيات أهم.
رفض بعض الدول الأوروبية للقرار يعني أن عنصريين يرفضون "العنصرية"
- هل تتناقض قرارات ترامب مع التزامات الولايات المتحدة الدولية إزاء اللاجئين؟
كل هذه الزوبعة على حظر التأشيرات لأمريكا، وهي فقط لمدة 90 يوما أي 3 أشهر فقط، والشعوب العربية والإسلامية غير قادرة على الصبر 3 أشهر فقط، للذي يتساءل لماذا الحظر تم على هذه الدول ولم يشمل دول أخرى، هذا القرار كان منذ عهد أوباما وليس ترامب الذي اختار هذه الدول، هذه الدول كانت تحت الحظر منذ سنين في مجلس الأمن القومي الأمريكي، أكيد الإعلام عتِّم على الموضوع تماما في عهد أوباما وعمل منها قضية رأي عام في عهد ترامب لأن الإعلام أصبح إعلام معارضة في أمريكا وليس إعلاما محايدا، وقرارات الرئيس ترامب ليست عنصرية فأي باب يأتينا منه الإرهاب ينبغي أن يُقفل حتى نجد حلا هو ليس ضد المسلمين فهم في أمريكا ولم يتم طردهم.
- المجتمع الدولي رفض قرارات ترامب، وخاصة القادة الأوروبيين ورئيس وزراء كندا كيف ترى ذلك وهل ستتناقض السياسة الخارجية لأمريكا مع بقية القوى الدولية؟
للتذكير فقط أن أوباما منع اللاجئين العراقيين لدخول أمريكا لمدة ستة أشهر سنة 2011، ولم نسمع عن كل هذا الضجيج لأن الإعلام عتم على الموضوع، الذي يحصل أنه لا توجد وكالات أنباء عربية بمعايير عالمية فالذي يحصل أن وكالات الأنباء في العالم العربي تأخذ الأخبار من وكالات الأنباء الأجنبية كما هي وبكل دوافعها السياسية، وعلاقته بالناتو سوف تكون أكثر عقلانية وسياسة الاحتواء ستكون من أولوياته ولن تكون مثل السابق، ما يكلف أمريكا الكثير، وخاصة أنه قبل على علاقة بمستوى أكثر عقلانية مع روسيا.
- ما هو تصورك للسياسة الخارجية الأمريكية في الفترة المقبلة وكيف ستؤثر على العلاقات مع دول الخليج؟
من الصعب أن نحكم الآن وهو له 10 أيام في البيت الأبيض، ولكن الرئيس ترامب مخلص ومحب لوطنه وشعبه، وباب المجاملة شبه مقفول في الوقت الحاضر، وأمامه مشوار طويل داخليا لما أفسده الرئيس السابق، وعلاقته بدول الخليج ستكون ممتازة، واتصاله بالملك سلمان كان من أولوياته، وهذا يرسم لك ما بداخل عقل الرئيس ترامب نحو الرياض، بالتحدث مع الملك سلمان ورسم سياسة المنطقة وحلفاء أمريكا هذا انطباع أكثر من جيد، وهو حريص على مشاركة الحلفاء في ترتيب المنطقة وهذا عكس ما كان يفعله الرئيس أوباما الذي "يقول ما لا يفعل".
- كبير موظفي البيت الأبيض قال أمس إن القائمة مرشحة للاتساع ويمكن أن تضم مصر والسعودية وأفغانستان وباكستان كيف تعلق على ذلك؟
إيران والدول التي شملها القرار لم تناشد واشنطن بإزالة اسمها.. ولكن سألت: "لماذا لم تحظر السعودية؟"
من الممكن جدا أن تتسع نعم، وهذا ما يمليه عليه رئيس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وهذا للحفاظ على أمن أمريكا في الفترة المقبلة وهي تعتبر من إحدى استراتيجيات القضاء على "داعش"، وسوف تنتهي خلال 90 يوما، وفي حال أصبحت هذه القوانين أبدية فسوف تقوم المملكة ومصر باتخاذ تدابير، ولكن لا أتوقع أن أكبر دولتين إسلامية وعربية وأكثر دول تكافح الإرهاب توضع على القائمة، ومن المحزن أن السبع دول التي في القائمة لم تناشد الحكومة رفع أسماءها، بل سألت "لماذا السعودية ليست على القائمة؟"، ولك أن تعرف من هي.