جهاز لتحلية المياه بالطاقة الشمسية
جهاز لتحلية المياه بالطاقة الشمسية
عندما نتحدث عن المياه وأزماتها يتبادر إلى ذهننا تلك الطاقات الشبابية المتمثلة فى المشاريع الصغيرة التى تحاول استخدام التنمية المستدامة لحل أزمات المياه المختلفة، وهو ما فكر فيه بالفعل مجموعة من الشباب الدارسين فى كلية الهندسة قسم ميكانيكا شعبة عامة، عندما بدأوا فى تنفيذ مشروع تخرجهم عام 2012، والذى ظهر إلى النور بعد ذلك وهو عبارة عن جهاز يقوم بتحلية مياه البحار عن طريق الطاقة الشمسية، حيث يقول محمد يوسف، أحد الشباب المشاركين فى المشروع: «إن الهدف الأساسى منه هو إيجاد حلول بديلة عن الطاقة الكهربائية فى توليد المياه العذبة وهى الطاقة الشمسية، والتى تستخدمها بالفعل بعض الدول المتقدمة». ويكمل «يوسف» قائلاً «إن الجهاز مكون من جزأين أساسيين، الأول هو سخان شمسى مزود بمجمع للقطع المكافئة، أما الجزء الثانى فهو عبارة عن المقطر».
ويوضح «يوسف» أن الجزء الأول (المجمع) يعمل على رفع درجة حرارة المياه قبل دخولها على (المقطر) ليقوم الأخير بفصل البخار الناتج عن تبخير المياه وفصله عن الأملاح والشوائب الموجودة فى ماء البحر من خلال عملية التكثيف على سطح زجاجى بارد.
ويضيف «يوسف» أن المجمع يعمل بنظام Tracking system وذلك من أجل ضمان انعكاس أشعة الشمس على focal line المثبت عليه vacuum pipe طوال ساعات ظهور الشمس، ذلك بالإضافة إلى احتواء الجهاز على حساس لالتقاط اتجاه أشعة الشمس لمواجهة تغيرات الجو.
فيعتبر نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية هو مضاهاة واقعية بإمكانيات مادية متاحة لفكرة سقوط الأمطار، حيث تقوم الشمس بتسخين المياه وتحويلها إلى بخار وتعتبر هذه المرحلة عملية فصل المياه العذبة عن الأملاح والشوائب، وعندما تصل درجة الحرارة والضغط إلى قيمة مناسبة يتحول بخار الماء إلى سائل مرة أخرى ويعود ليسقط فى شكل أمطار والتى تعتبر مياهاً عذبة صالحة للشرب.
المشروع الذى نفذه «يوسف» وزملاؤه كان يهدف إلى الحصول على المزيد من كميات المياه العذبة حتى تستطيع مصر التكيف مع الزيادات المطلوبة من كمية المياه ليتماشى مع زيادة أعداد السكان، وفى النهاية لا يتمنى إلا أن يتم تطوير أفكاره هو وغيره من الذين يحاولون تقديم حلول لمشاكل قائمة بالفعل أو لأخرى قد تحدث ويمكن تجنبها.