«أم عمرو».. فى رقبتها 3 أطفال: الحمل تقيل
«أم عمرو» تسرح يومياً على باب الله وبرفقتها أطفالها الثلاثة
طفل عمره ثلاث سنوات ونصف، ولكن نظراته لأمه وهى تدفع العربة المحملة بالبضاعة، توحى بالحزن، يفهم الطفل رغم صغر سنه ما تعانيه أمه، يعرف أنها تشقى من أجله وإخوته، بعد مرض والده ورقوده فى الفراش عاجزاً غير قادر على العمل، تحاول «أم عمرو» أن تتظاهر بعدم التعب أمام أولادها، لكنها تفشل، خاصة وهى عائدة من السوق بمنطقة الحوامدية بمحافظة الجيزة، تنفخ من التعب، أحياناً لا تقدر على جر العربة المحملة بالبضائع وبأصغر أبنائها لكنها تقاوم من أجل الحياة: «الحمد لله، هقول إيه يعنى، العربية تقيلة والحمل أتقل».
تجوب الشوارع بأطفالها وتكسب فى اليوم حوالى 20 جنيهاً
يحرص ابنها الأكبر، وهو طالب بالصف الرابع الابتدائى، على مساعدتها، فبينما هى تجر العربة، يحمل هو شقيقته البالغة من العمر عاماً ونصف العام، بينما عيناه لا تبعدان النظر عن والدته خوفاً عليها، حباً لها، وحزناً عليها، وهم فى رحلتهم الشاقة من أجل توفير مصاريفهم. تستيقظ «أم عمرو» فجراً لتلحق مكاناً مبكراً بالسوق، تقول بعدما يغلبها التعب: «هعمل إيه بس؟ لازم أصحى وأنزل وأشتغل وأشقى»، ثم تشكو من الغلاء الذى طال بضاعتها: «كل حاجة غليت عليَّا وحفاضات الأطفال زادت قوى عليّا وعلى الناس، أما المناديل فبكسب منها 15 قرش بس فى الكيس»، كما تشكو من ارتفاع مصاريف الأكل، الشرب، الملابس والمواصلات، حتى أن ابنها يذهب لمدرسته بملابس العام الماضى: «خلاص مافيش حاجة اسمها رخيصة».
كل ما تتمناه أن يجد زوجها عملاً يصرف منه عليهم، خاصة أنه لا يعمل سوى بائع تمر يوماً واحداً فى الأسبوع، بسبب مرضه، وإجرائه لعملية الغضروف وتركيبه شرائح ومسامير: «نفسى ماتبهدلش تانى مع عيالى، لكن برضه ربنا مابينساش حد».
لا تعرف كم كسبت «أم عمرو» فى يومها، فكل همها هو الذهاب إلى البيت بعد يوم شاق، لكنها تقدر المبلغ بـ20 جنيهاً، أما ما يضايقها هو إصرار الزبائن على الشراء بالآجل: «ساعات نعمل الشنطة ونبيعها على 3 أو 4 مرات، قليل قوى اللى بيدفع مرة واحدة، بيشتروا بالآجل، أسبوع وأسبوع، وممكن ماحدش يدفع كل واحد وضميره»، أما عن مستقبل أولادها، فتقول بغضب وهى تشاور بيدها على ابنها الأصغر: «مستقبل؟ خايفة منه، هعلم ده إزاى؟ إمتى أعرف أقعد معاه وأقوله ده صح وده غلط، هنعمل إيه ولا إيه؟ هنعلمهم، ولا نأكلهم؟ ربنا هو اللى يحميهم من الزمن والأيام».