كنائس وأديرة.. الله محبة
فى البدء كانت المسيحية.. فكراً وعقيدة وديناً، تسللت إلى البلاد مع طفل صغير قادم من بيت لحم على كتف أم «عذراء»، لبث الطفل وأمه أربع سنوات ثم غادرا، وظلت الفكرة. سنوات لم تَطُل حتى توغل الدين فى كل شبر من أرض مصر، نال معتنقوه الشهادة على يد الكافرين به، اصطبغت البلاد بلون الدماء، حصل الجميع على نصيبهم من الاضطهاد طوال ثلاثة قرون كاملة، ختمت بالمذابح التى عُرفت فى أدبيات التاريخ بـ«عصر الشهداء»، لكنها انتهت كما ينتهى كل شىء، وانتصر أصحاب العقيدة أخيراً.
على أرض مصر استقر الدين، وعلى نفس الأرض ارتفعت الكنائس والأديرة، منارات وقباب تعلوها أجراس وصلبان، مذابح وهياكل، أعمدة وجدران، بوابات وأحجبة، مغارات وسراديب، رهبان وقساوسة، أيقونات وتماثيل، أصوات ترانيم وصلوات مختلطة بدعوات حارة من الأرض إلى السماء ترتقى دون وسيط أو حجاب.. «بارك بلادى».