القيادى بحزب البعث الحاكم لـ«الوطن»: الخط البيانى للأزمة السورية يسير باتجاه النهاية
القيادى بحزب البعث الحاكم فى تركيا الدكتور «مهدى دخل الله»
قال القيادى بحزب البعث الحاكم فى تركيا الدكتور «مهدى دخل الله» إن الخط البيانى للأزمة السورية بعد هزيمة المسلحين فى حلب يتجه إلى النهاية، لكن هناك عقبات يجب حلها. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن روسيا وإيران إلى جانب الحكومة استطاعوا إحداث شرخ بين «داعش» وتركيا، مؤكداً أن ما سماها «الحرب على الإرهاب» لن تتوقف. وإلى نص الحوار:
■ إلى أين تتجه الأزمة السورية بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة على «حلب»؟
- الحرب فى سوريا بعد «حلب» أخذت منحى جديداً بعد التوازن الجديد الذى حصل فى الميدان فى الحرب على الإرهابيين بعد تحرير «حلب»، مسألة تحرير «حلب» ستفرض نفسها ميدانياً وسياسياً على التطورات اللاحقة، الكل يميل إلى الحل السياسى مع المعارضة الوطنية، ولكن الحرب على الإرهاب ستستمر، الحرب على «داعش» و«النصرة» وأخواتهما يجب أن تستمر، ولن تتوقف. المهم الآن أن التحالف الروسى السورى الإيرانى استطاع أن يُحدث شرخاً كبيراً بين تركيا و«داعش» لأن «أنقرة» كانت الداعم الأساسى للتنظيم الإرهابى، ونسعى أيضاً إلى أن يكون هذا الشرخ بين تركيا و«جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» لأن «النصرة» أيضاً تدعمها تركيا، وعندها يمكن أن يحدث تحول إيجابى فى عملية إحلال السلام فى سوريا.
«دخل الله»: نجحنا فى إحداث شرخ بين «داعش» وتركيا.. وحرب سوريا على الإرهاب لن تتوقف
■ وماذا عن الاجتماع الذى من المقرر أن يكون فى العاصمة الكازاخية «أستانة»؟
- فى «أستانة» هناك لقاء بين المعارضة الوطنية، وللأسف المعارضة التابعة للسعودية، التى تمولها السعودية وتدعمها، هى خارج نطاق هذا الحوار حتى الآن فيما يبدو، على الرغم من أن «دمشق» فاتحة ذراعيها لكل من يريد أن يأتى إلى مسار الحل السورى السورى. والمعارضة الوطنية توجد خارج سوريا كثيراً وتوجد داخلها، ويوجد معارضة خارج سوريا مدعوة لذلك. والمعارضة المرتبطة بتركيا ربما تحضر لقاء «أستانة»، لأن تركيا عامل مهم جداً فى هذا الإطار، ولأول مرة أصبح لدينا مجموعة عملياتية دولية مؤلفة من روسيا وإيران وتركيا، هذا يسهل الوضع لأن الدول الثلاث بشكل أساسى لها التأثير الأكبر على الأوضاع فى سوريا، طبعاً إضافة إلى الحكومة السورية.
■ وما توقعاتك لهذا الاجتماع؟
- سيكون مرحلة سياسية جديدة، وأنا بصراحة بالنسبة للمعارضة الوطنية الموجودة فى داخل سوريا وفى خارجها فلا مشكلة لنا معهم، المشكلة مع تلك المعارضة المرتبطة بتركيا، أى التى تمولها الاستخبارات التركية، والتى تمولها الاستخبارات السعودية، هى تظهر وكأنها عملية حوار بين السوريين، ولكن فى الحقيقة هى عملية دولية وحوار أو بالأحرى تفاوض بين سوريا وروسيا وإيران من جهة والدول الداعمة للإرهاب وخاصة تركيا من جهة أخرى. نحن فى مرحلة انتقالية مع تركيا، خاصة أنها أصبحت ضعيفة فى الداخل بانتقال الإرهاب إليها، وهذا ما حذرها منه الرئيس بشار الأسد فى بداية الأزمة، إلى جانب الظروف الأمنية السيئة جداً فى تركيا.
للمرة الأولى أصبح لدينا مجموعة عملياتية دولية تضم روسيا وإيران وتركيا.. وهدفنا المقبل تحرير طريق «دمشق - حلب»
■ هل «إدلب» ستكون الوجهة المقبلة للحكومة السورية؟
- هذا سؤال يجيب عنه العسكريون حسب معطيات الواقع السياسى والميدانى، لكن أنا أعتقد، وهذا مجرد اعتقاد وتقييم، أن العمل سيجرى الآن على تنظيف الطريق بين «حمص» و«حلب»، لأن هناك بعض المدن الصغيرة التى يسيطر عليها الإرهابيون مثل «معرة النعمان»، لذلك فهم يقطعون الطريق الدولى بين «حماة» و«حلب»، من يسافر من «دمشق» إلى «حلب» يذهب عبر البادية، وهذا طريق أصعب، فى حين أن الطريق الدولى السريع أوسع وأعرض، لذلك أعتقد أن تحرير الموصل المباشر بين «دمشق» و«حلب» سيكون المقبل والأمر متروك للعسكريين ومتابعى التطورات السياسية.
■ روسيا قالت بعد انتهاء معركة «حلب» إنها ستضع نهاية للنزاع السورى، ما تعليقك؟
- ربما هذا تفاؤل مفرط، لكن بكل تأكيد الخط البيانى للأزمة السورية أصبح الآن يسير فى اتجاه النهاية، لكن لا تزال هناك عقبات كثيرة، هناك آلاف المسلحين داخل سوريا لا نعرف مصيرهم وإلى أين سيذهبون، خاصة أن هناك كثيراً من الدول التى ترفض عودة المقاتلين الأجانب، وهذه مشكلة عويصة. وإضافة إلى ذلك يُناقَش بين «موسكو» و«أنقرة» إمكانية إغلاق الحدود التركية السورية ووضع دوريات مشتركة روسية تركية لمراقبة الحدود، هذه قضايا لم تحل بعد، ولكنها قضايا هامة جداً علينا أن ننتظر لنرى ماذا سيحدث، لكن بكل تأكيد ما قبل «حلب» ليس كما بعد «حلب».