2017: «سوريا الأسد» تنتظر «البعث» من جديد
«سوريا الأسد» تنتظر «البعث» من جديد
3 أشهر تقريباً تفصل الحرب فى سوريا عن إتمام عامها السادس.. ستة أعوام من القتل والدمار الشامل لم ينتج عنها سوى محاولات تقسيم ومئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين والمهاجرين غير الشرعيين.. ستة أعوام غيرت وجه العالم الذى عرفه الجميع قبل 2011، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالهجمات الإرهابية التى تفاقمت حدتها وأصبحت تطال العواصم الأوروبية التى اعتبرها البعض يوماً حصناً منيعاً لا يمكن للمتطرفين اختراقه. الحرب التى بدأت فى الشرق الأوسط انتشرت كالنار فى الهشيم سريعاً وتحولت إلى نقطة فاصلة فى تاريخ البشرية تؤرق العالم أجمع.
بعد 6 أعوام من الدمار الشامل وقتل وجرح وتشريد ملايين السوريين
اليوم، ومع اقتراب إتمام الأعوام الستة وبداية العام السابع لتلك الأحداث الدامية، يشهد العالم تحولاً استراتيجياً جديداً على مجريات الأمور فى أرض المعركة، فانتصار الجيش السورى الأخير فى «معركة حلب» وإجباره الميليشيات المسلحة على الرضوخ لشروط الخروج الآمن، أثبت تغير موازين القوى فى الشرق الأوسط، فالولايات المتحدة التى كانت صاحبة النفوذ الأكبر فى المنطقة منذ عقود طويلة، أصبحت تقف فى موقف «المشاهد» بعد أن باءت جهودها لدعم المعارضة المسلحة فى وجه النظام السورى بالفشل، وعادت روسيا التى ظن الجميع أنها خرجت من الشرق الأوسط إلى غير رجعة فباتت المؤثر الأول والأقوى فى أرض المعركة، بينما أصبح لـ«إيران» موطئ قدم تستطيع منه كسب نفوذ إقليمى جديد فى المنطقة، وفشلت محاولات بعض الدول الخليجية المستميتة للإطاحة بالرئيس السورى من خلال الدعم المادى واللوجيسيتى للمعارضة المسلحة.
تغيرت خريطة المنطقة إلى غير رجعة، وتغيرت معها خريطة النفوذ فى الداخل السورى، وباتت مقاليد المعارك والمفاوضات فى أيدى «الأسد» بعد أن رضخت تركيا أمام الأمر الواقع وأُجبرت على التحالف مع روسيا، ما يؤكد أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من المفاجآت التى ربما تؤدى بالأزمة إلى طريق الحل.