اللواء حمدى بخيت: الجيش لن يعود إلا «بإذن الشعب»
قال اللواء حمدى بخيت، مستشار رئيس أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن القوات المسلحة لن تتدخل أو تعود للمشهد السياسى مرة أخرى دون مطالبة شعبية بذلك، أو تكرار ما حدث فى 25 يناير 2011، مشيراً إلى أن تنظيم الإخوان يحكم تحت رعب الميليشيات. وأضاف بخيت فى حوار لـ«الوطن»، أن الإخوان هم من ابتدعوا التشرذم وأنهم السبب فى إيجاد فجوة بين الشعب والمجلس العسكرى أثناء الفترة الانتقالية. وأوضح أن الجيش لديه محددات تحكمه، وهى الحفاظ على الأمن القومى والإنسان المصرى، وأن الجيش تعلم من دروس المرحلة السابقة، ولن يسمح بأن يدهس فصيل فصيلاً آخر. وأضاف: «الإخوان يتعمدون هدم الجيش، لأنهم لا يعرفون معنى الدولة، بل يفهمون معنى التنظيم»، مشيراً إلى أن العلاقة بين الجيش والرئيس سيئة للغاية.
■ ما نسب تدخل الجيش حسب الأوضاع الحالية؟ وما سيناريوهات ذلك؟
- حتى الآن 10%، والجيش إذا تحرك سيسيطر على المشهد ويعيد تنظيمه، ويجرى انتخابات حرة ويسلم السلطة، لأنه غير طامع فيها، وعلى الشعب أن يقوم بدوره لانتزاع حريته.
■ وهل يمكن أن نرى انقلاباً ناعماً من الجيش؟
- أمر مستبعد، ولا يوجد هذا فى قاموس الجيش أو قيمه، وأستبعد أن يفعل أى قطاع بالقوات المسلحة هذا، لأننا نمتلك جيشاً وطنياً لديه انضباط عسكرى، والقيادة العامة للقوات المسلحة دائماً تذكر القيادة القديمة لها، وهذا له مدلول مهم.
■ ما الحالة التى يمكن أن تدفع الجيش إلى التدخل؟
- الجيش له 3 محددات؛ أولها: أنه مسئول عن حماية الأمن القومى، وأحد عناصر ذلك هو الإنسان المصرى، وإذا تعرض الإنسان لخطر الإخوان فى الشوارع يجب على الجيش أن يتدخل لحمايته.
ثانيها: أن الجيش تعلم من دروس المرحلة السابقة، ولن يستطيع أحد أن يجذبه للمشهد دون رغبته أو حساباته، ثالثها: أن الجيش لن يسمح أن يدهس فصيل فصيلاً آخر، ولو الشعب نزل وفعل ما فعله فى 25 يناير الموضوع يخلص بإزاحة السلطة الحالية وإنزالها تحت الأرض مرة ثانية، الجيش لن يتدخل دون إرادة شعبية واضحة.[FirstQuote]
■ من تقصد بتعمده هدم الجيش؟
- الإخوان وكل التنظيمات التابعة لهم وكل شخصياتهم، سواء بالتعاون مع جهات خارجية أو داخلية، والهدف من ذلك ضرب آخر مركز ثقل تستند إليه مصر، لأنهم لا يعرفون الدولة بل التنظيم والخلافة وولاية المرشد.
■ كيف ترى هجوم البعض على الجيش ثم خروج أصوات تنادى بعودته؟
- الشعب المصرى دفع الثمن، وجاء بالإخوان، والشعب سيظل يدفع الثمن لأنه لم يعِ المشهد جيداً، الإخوان وتيار اليمين المتطرف ضحكوا على الشعب، لأنهم استغلوا الدين، والشعب يجب أن يسعى للحصول على حقوقه بنفسه، دون الاعتماد على مؤسسة بعينها، وعندما يطلب الشعب قواته المسلحة ستنزل إلى الشارع.
■ وكيف ترى العلاقة بين الرئيس مرسى والقوات المسلحة؟
- سيئة طبعاً، والرئيس لا يتخذ أى إجراء ضد من يتطاول على القوات المسلحة، وهو جزء من القوات المسلحة، وهذا منصب دستورى وليس حقيقياً، والرئيس جزء من التنظيم أكثر من القوات المسلحة، وثوابت المؤسسة العسكرية تختلف عن ثوابت التنظيم، وهناك خلاف حول الأنفاق وتدخل حماس فى شئون الأمن المصرى الداخلى، كل هذه الأسباب لا تجعل الجيش مرتاحاً.
■ ما تقييمك للمشهد الحالى فى ظل هذا الخلاف؟
- الوضع الآن معقد؛ حيث لا توجد إرادة وطنية أو شعبية كاملة، وتأثر ذلك بما فعله الإخوان خلال الفترة الماضية، من خلال محاولات شرذمة الأمة، حتى الدين شرذموه بين سلفى وسنى، حتى السلفى أصبح جهادياً وغيره، وكل هذا يصعب من عملية الإجماع الوطنى، ويكون الأمر حينها صعباً، والإجماع الوطنى لن يأتى إلا بمعاناة كاملة، لأن ما نراه الآن ليس معاناة كاملة، وهناك فئة ناعمة فى هذا الموقف، لأن استمرار هذه الفئة وتوجهاتها ليست مصرية بالدرجة الأولى، وهناك من يملك أجندة أجنبية، ومن يعمل لصالح أفكار دولة أجنبية، أو من يملك تنظيماً دولياً عالمياً يدعمه مثل الإخوان.
■ من الفئة المستفيدة من هذا التشرذم؟
- الإخوان هم من ابتدعوا هذا التشرذم، ضربوا المجلس العسكرى والجيش أثناء الفترة الانتقالية، وأوجدوا فجوة بدأنا نرممها الآن، ثم صراعاتهم مع التيار السلفى، وكانت النتيجة أنه مخترق ومنشق على نفسه، وظهرت جبهة الإنقاذ وظهر ما يقابلها من جبهة الضمير، الذين لا يملكون أى ضمير.