بروفايل: «ترامب» التعطش للسلطة
صورة تعبيرية
فى وقت تتغير فيه خريطة تحالفات منطقة الشرق الأوسط، يصر الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب على إثارة الجدل فى أى موقف يجد فيه الفرصة للتدخل رغم عدم تسلم مهام منصبه رسمياً حتى يومنا هذا. إذ لا تكاد تمر لحظة دون أن يتدخل «ترامب» للإدلاء بتصريح هنا، وإجراء مكالمة هناك، لمحاولة التأثير على مواقع السلطة والنفوذ فى بلاده وفى أنحاء العالم.
قبل شهر تقريباً، خرج «ترامب» يعلن انتصاره فى معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسط حالة من الذهول والصدمة فى أنحاء العالم، فالتوقعات كلها كانت تشير إلى فوز منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون بفارق ضخم، إلا أن الواقع جاء مغايراً تماماً لهذه التوقعات، فوجد العالم نفسه فى طريق إلى مجهول بسبب حالة الضباب والغموض التى تحيط بنوايا الرئيس الجديد، فى ظل عالم يحتاج إلى نوايا واضحة وخطى ثابتة لإنهاء سنوات من التوتر والاضطراب فى منطقة الشرق الأوسط.
ومع الإعلان رسمياً عن فوز ترامب بالانتخابات لا يدع الملياردير الأمريكى فرصة أو حدث فى العالم يمر حتى يخرج ليثبت تعطشه إلى السلطة، فتارة يدلى بتصريحات على صفحته على موقع «تويتر» للتعليق على أزمة قائمة بين الصين وبلاده بسبب مسبار بحرى سيطرت عليه الصين، وأخرى يتصل برؤساء وزعماء العالم لمحاولة إقناعهم بمواقفه وكسب ثقتهم ومنعهم من اتخاذ قرارات أو تحركات تتعارض مع توجهاته وأفكاره.
عُرف الملياردير الشهير منذ اليوم الأول لظهوره على ساحة الأعمال والاقتصاد فى الولايات المتحدة بكونه واحداً من أكثر الرجال جذباً للانتقادات اللاذعة بسبب تصريحاته العدوانية والعنصرية تجاه عدد كبير من معارضيه..
من جديد، يثبت السياسى الأمريكى المولود عام 1946، أنه يفضل انتهاج سياسات وخطوط تتناقض تماماً مع ما هو سائد فى الولايات المتحدة بشكل عام، فهو «الجمهورى المحافظ» الذى لا يخجل صراحة من إعلان آرائه حتى وإن كانت تتنافى مع الاتجاه السائد فى بلاده.