حلم «الدولة الفلسطينية» يدفع مصر لسحب مشروع قرار «إدانة الاستيطان الإسرائيلى»
مشروع قرار إدانة الاستيطان المقدم لمجلس الأمن فجر خلافات عربية
أعلنت البعثة الدبلوماسية المصرية الدائمة فى «نيويورك»، عصر أمس، سحب مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلى بشكل نهائى، بعد ساعات من طلبها تأجيل التصويت على مشروع القرار فى مجلس الأمن، رداً على الدول الأربع التى توجهت إلى مصر بمذكرة إنذار بمهلة نهائية لتقديم مشروع القرار أو سحبه، حتى يتسنى لهم تقديمه.
وقال مصدر دبلوماسى قريب من مفاوضات مجلس الأمن، إن موقف مصر بعدم التعجل بطلب التصويت على مشروع القرار يعكس رؤية أكثر عمقاً وشمولية لكل تلك المعطيات، لا سيما بعد اتصال الرئيس الأمريكى المنتخب «ترامب» مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويأتى فى إطار سعى القاهرة لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية.
«الريدى»: القاهرة ترغب فى حل شامل للصراع.. و«أبوحامد»: تواصل «ترامب» مع «السيسى» يؤكد عودة الريادة المصرية
وقال مسئولون غربيون، لـ«رويترز»، إن «إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما كانت تعتزم الامتناع عن التصويت فى مجلس الأمن الدولى على مشروع قرار ينتقد البناء الاستيطانى الإسرائيلى».
وتلقى الرئيس السيسى، مساء أمس الأول، اتصالاً من الرئيس الأمريكى المنتخب، تطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولى الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها رسمياً، وتناول مشروع قرار الاستيطان الإسرائيلى، واتفق الرئيسان على إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية للقضية.
واعتبر سفير مصر الأسبق فى واشنطن، عبدالرؤوف الريدى، أن «مصر لا تريد الصدام مع الإدارة الجديدة للولايات المتحدة فى الوقت الحالى، وهناك نوع من التنسيق بين الجانبين فى مختلف قضايا المنطقة، وهو ما جعل مصر تتراجع عن طرح المشروع والتشاور مع الولايات المتحدة بعد تولى الإدارة الجديدة بشأن حل القضية الفلسطينية التى لا يمكن التنازل عنها من قبَل الجانب المصرى».
وأكد نواب أن مصر فضلت الحل الشامل للقضية الفلسطينية القائم على فكرة الدولتين، بعيداً عن الصدام والمناوشات، وأنه لا مجال للمزايدة عليها فى ظل موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وقال مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن موقف مصر من الاستيطان الإسرائيلى ثابت، مضيفاً لـ«الوطن»: «ترامب أعلن وقوفه مع إسرائيل، لذا فإن التواصل أفضل من الصدام والمناوشات، من أجل الوصول إلى حل شامل للقضية»، وقال النائب محمد أبوحامد إنه لا أحد يستطيع إغفال دور مصر كدولة محورية فى المنطقة، وحرص الرئيس الأمريكى المنتخب على التواصل معها يؤكد ريادتها، فحتى فى الأوقات التى ساءت خلالها العلاقات المصرية الأمريكية لم تستطع واشنطن إنكار دور مصر».