قرصنة التراث المصري.. هواية إسرائيلية وصلت إلى "الفول"
عبدالحليم حافظ
اعتادت منذ نشأتها على شنّ الحروب التي تتعلق بالأرض والحدود، وممارسة الاحتلال على كل ما تطوله يداها، لكنها هذه المرة تتعلق بالقرصنة على التراث الأثري والغنائي والسينمائي المصري، هواية لم تتوقف منذ الستينات عندما أنشأت محطات إذاعية لبث أغنيات أم كلثوم، ومنها إلى العديد من التراث الفني والموسيقي، إلى جانب محاولات سرقة التراث التاريخي والأثري، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية المصرية.
تتكرر محاولات السطو من خلال المطربين الشعبيين المغمورين خاصة يهودي الشرق "سفارديم"، رغم مغادرتهم الشرق لأكثر من نصف قرن فإنهم يختارون أداء أغان عربية خاصة لأم كلثوم وغيرها من المطربين مثل فريد الأطرش وفيروز وعبدالوهاب.
"السطو على التراث الموسيقي"
ولم يقتصر الأمر على جيل المطربين العظام بل إنه طرحت ألبومات كاملة بأصوات مغنيين إسرائيليين من جيل المطربين الشباب وعلى رأسهم عمرو دياب ومصطفى قمر وهشام عباس، ووصلت السرقة إلى المطربين الشعبيين وكان ذلك من نصيب المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، حيث قامت إحدى المطربات الإسرائيليات بتقديم ألحانه وبكلمات عربية، حتى إنه وصل عدد الألبومات الإسرائيلية المأخوذة عن أغان مصرية بنفس الألحان مع اختلاف الكلمات أحيانًا وأخرى بنفس الكلمات وباللغة العربية ليصل الأمر إلى أكثر من 40 ألبومًا.
وتغني زهافا بيني، المطربة الإسرائيلية، بعض أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم بطريقة الفيديو كليب التي تظهر العرب بصورة متخلفة، بينما يغنى المطربان روبين جين، واشيمى روف أغاني الفنان الشعبي أحمد عدوية بكلمات عبرية هابطة ناهيك عن سرقة "سلوما شارنجا" أغنيات العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وغنائها بالعبرية، ما دفع محمد شبانه ابن أخيه إلى الاستغاثة بجمعية الموسيقيين والملحنين ولكن دون جدوى، ولا يزال العديد من المطربين الإسرائيليين يسطون على أغنيات للفنانين والفنانات المصريات .
"عرض المسلسلات المصرية"
عرض التليفزيون الإسرائيلي العديد من الأعمال والمسلسلات الدرامية الرمضانية المصرية في شهر رمضان الماضي، دون إذن مسبق، كما تعرض إسرائيل في دور العرض وعلى شاشات التليفزيون أروع أفلامنا المصرية القديمة والجديدة، كما تقوم بعض الشركات الإسرائيلية بدبلجة العديد من المسلسلات والأعمال الدرامية المصرية باللغات المختلفة وتسويقها خارج إسرائيل دون إذن من أصحابها.
"بناء أهرامات"
أنشأت إسرائيل هرمًا كبيرًا في مدينة إيلات لجذب السائحين قالت عنه القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي على موقعها "ما حدش أحسن من حد! .. لدينا الآن هرم أكبر يحاكي في تصميمه الهرم الأكبر المصري ولا يبعد كثير عن الحدود المصرية، ولم تعد مصر وحدها هي التي تملك الأهرامات لجذب أفواج السائحين من العالم".
"أوبرا عايدة"
كما استغلت إسرائيل انشغال مصر بعد ثورة 25 يناير بترتيب أوضاعها الداخلية وقيام ثورة 30 يونيو، فسرقت "أوبرا عايدة" بتفاصيلها المصرية الفرعونية التي دارت على ضفاف النيل، وكتب قصتها عالم المصريات الفرنسي مارييت باشا مدير الآثار المصرية في عهد الخديوي إسماعيل وصاغ موسيقاها الموسيقار الايطالي فيردى بطلب من الخديوي أيضا، وتروى حكاية الحب والغرام بين الأميرة الحبشية الأسيرة عايدة و"راناماديس" قائد الجيش المصري الذى أعدمه فرعون مصر بسببها! فقد قامت إسرائيل مسرحاً ضخماً على الطريقة الفرعونية بصحراء النقب تخللته تماثيل فرعونية كبيرة لرمسيس الثاني وأمنحوتب، وعرضت أوبرا عايدة عليه لتنشيط السياحة الإسرائيلية.
"الفول المصري"
وزعم مقال نُشر اليوم، في صحيفة "هآرتس"، أنه تم العثور على أربعة الحبوب في موقع أثري "مغارة الواد" في غربي جبل الكرمل، وهذا اكتشاف فريد من نوعه: يقدّر عمر هذه الحبوب البرية لنبتة الفول بنحو 14 ألف عام - نحو 4.000 عام قبل الثورة الزراعية وتدجين النباتات الزراعية - أي، أنها الشهادة الأولى على مصدر الفول، بحسب ما قالته الصحيفة الإسرائيلية.
وحينما سُئل باحث إسرائيلي عن إذا كان الكشف يثبت أن مصدر الفول ليس في مصر، فرفض الإجابة، ولكن قال إن "الزراعة في بلاد النيل أقل تطورا من الزراعة لدينا".