محللون: «أردوغان» يواجه ورطة جيوسياسية حرجة و«أنقرة» مجبرة على تقديم تنازلات لـ«موسكو»
صورة أرشيفية
سلط عدد من الصحف العالمية، أمس، الضوء على مقتل السفير الروسى فى «أنقرة» أندريه كارلوف، حيث أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى أن «الحادث يعتبر من أكثر الهجمات الانتقامية وقاحة، منذ أن دخلت موسكو الحرب فى سوريا لمساندة الرئيس بشار الأسد، وإطلاق العنان لقصف حلب الذى أثار إدانة دولية».
«واشنطن بوست»: أكثر الهجمات الانتقامية «وقاحة».. و«نيويورك تايمز»: فشل أمنى محرج
وقالت الصحيفة الأمريكية: «بعض الساسة فى موسكو ألقوا بالمسئولية على الدول الغربية بسبب دعمها للفصائل المتمردة المعتدلة فى سوريا، كما اتهم بعض الساسة الروس الغرب بالتواطؤ فى اغتيال السفير الروسى بسبب خوفهم من هذا التحالف». ونقلت الصحيفة عن المحلل الروسى فلاديمير جيرينوفسكى، قوله: «إنهم (الدول الأوروبية) يخافون من هذا التحالف، روسيا وتركيا، إنه ثقل موازٍ للاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى». وقالت «واشنطن بوست» إن «عملية اغتيال السفير الروسى ثالث هجوم كبير فى تركيا فى أقل من 10 أيام، وهو تالٍ لأشهُر من أعمال العنف الدامية، بما فى ذلك محاولة انقلاب فاشلة وهجوم انتحارى على مطار إسطنبول الدولى، وهو الهجوم الذى سلط الضوء على التهديدات التى تواجه حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وجعل البلاد تعانى من الشعور بالحصار». وأشارت الصحيفة إلى أن «الحادث قد يحفز جهوداً أقوى بين روسيا وتركيا لتأمين دورهما كوسيطين رئيسيين فى الأزمة السورية، ويدفع بقوة نحو التوصل لتسوية بحسب شروطهما».
وقال عضو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات فى الولايات المتحدة آيكان إردمير، إن «من خلال نظريات المؤامرة، ومن خلال توجيه أصابع الاتهام للغرب، فإننا قد نرى مزيداً من تمحور تركيا تجاه روسيا، وعموماً الاستراتيجية المتبعة هى صرف النظر عن القضايا الأمنية المحلية بقدر الإمكان وتحويلها تجاه المؤامرات العالمية. الاعتراف بفشل الأمن الداخلى هو اعتراف أيضاً بالقبول بحكم سيئ». وأضاف: «أردوغان يواجه ورطة جيوسياسية حرجة. علاقات تركيا مع الغرب فى أدنى مستوى لها، مع وجود العديد من الحكومات تدين تطهير أردوغان للبلاد من المعارضين فى أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة فى الصيف الماضى. وبذلك سوف تكون أنقرة مضطرة لتقديم تنازلات لروسيا بعد مقتل سفيرها».
من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن عملية اغتيال السفير الروسى فشل أمنى محرج فى العاصمة التركية، يجبر تركيا وروسيا على مواجهة أزمة جديدة مرتبطة مباشرة بالصراع السورى، الذى يدخل عامه السادس. وأضافت: «الآثار طويلة الأمد لاغتيال السفير الروسى، وتأثيره على العلاقات التركية الروسية ليست واضحة الآن، لكن بعض المحللين قللوا من شأن الفكرة القائلة بأن الاغتيال سيؤدى إلى تمزق جديد فى العلاقات الثنائية».
صورة من تقرير «نيويورك تايمز»