لو ليك عند «الإخوان» حاجة.. ماتنزلش مظاهراتهم
ما إن علم أن تيارات دينية تنوى تنظيم مليونية لتطهير القضاء، حتى قرر على الفور المشاركة فيها، لرغبته فى تطبيق العدل.. ومع نسمات فجر أمس الأول، استقل سيارة أجرة من محافظة المنوفية، التى يقيم فيها، إلى قاهرة المعز، حيث إن عدم انتمائه إلى جماعة الإخوان منعه من الفوز بوسيلة مواصلات مجانية، تصل به إلى المكان المُعد للتظاهر فى الشارع المؤدى إلى دار القضاء العالى.
خلو المكان من المتظاهرين جعل «سامى محمد مرسى»، الرجل الستينى، ينتظر قدومهم على أحر من الجمر، ومع قدوم جماعة من المتظاهرين بينهم رجل يبدو من هيئته أنه ذو منصب مهم، توجه سامى نحوهم، وأخرج عدة أوراق من جيبه، صائحاً: «يا جماعة، أنا عندى مظلمة.. الراجل بتاعكو ظالمنى ورافض يعوضنى عن إصابتى»، تعالت الدهشة على وجوه الموجودين، وسألوه عن المجموعة التى ينتمى إليها، فكان رده: «أنا مش إخوان.. لكن جاى أتظاهر معاكو ضد الظلم، وأعرض مظلمتى عليكم».
منذ أكثر من عامين، كان سامى أحد المشاركين فى الثورة، وأصيب بطلق نارى فى قدمه اليمنى، وبخرطوش فى رأسه، أفقده القدرة على الإبصار فى عينه اليسرى، فتقدم إلى «المركز القومى لرعاية أسر ومصابى الثورة» للحصول على تعويض.
«أنا ماخدتش حاجة لحد دلوقتى»، جملة وجهها سامى إلى أحد أفراد الجماعة التى يقف بجانبهم، فاشتاط غضب أحد الموجودين، وقال له: «الله يسهلك»، الأمر الذى طعن الرجل الستينى فى مقتل، ورد قائلاً: «أنا مش جاى أشحت منك، أنا جاى أطلب حقى، حسبى الله ونعم الوكيل فيكم»، فما كان من الإخوانى إلا أن وجه لكمة فى صدر سامى.
«الأولى يقولوا للناس اللى تبعهم فى الوزارات والهيئات يبطلوا يظلمونا»، قالها سامى الذى يحمل اسم الرئيس فى بطاقته الشخصية، بملامح مملوءة بالأسى، حيث خرج صوت الرجل «متحشرجاً» من كثرة البكاء، بفعل إحساسه بالظلم والقهر، مؤكداً أن حضور الإخوان الجمعة الماضى لا يهدف إلى تطهير القضاء وتحقيق العدالة كما يزعمون: «فاقد الشىء لا يعطيه، والجماعة عناكب ولزقت فينا، والمفروض يطهروا نفسهم الأول».