حقيبة اليد: مخزن للذخيرة عند تاتشر.. مصدر للتواضع عند إليزابيث.. ودرع آمن للعامة من النساء
ليس غريبا أن تحتل حقائب اليد مكانة بارزة في الملابس، فالحقائب تتحدث عن النساء اللوائي يحملونها، وذلك لأن للحقيبة وظيفة رمزية، اعتمادا على شكل الشنطة وعلامتها التجارية، يمكن استنباط الحالة الاجتماعية سواء كانت راقية أو شعبية. وللحقيبة أن تؤثر على الناس، وتدهش أو تثير الحقارة والريبة أو تدل على جمود شخصية مرتديها، وما بهن من عنف وقسوة.
مارجريت تاتشر، في حياتها علامات ميزتها عن كثير من سيدات العالم، وجعلتها وحدها تعلق بذاكرة الملايين ممن عاصروا حكمها أو قرأوا عنها أو سمعوا بها قبل أو بعد وفاتها.
قد يستغرب الكثيرون عندما يعرف أن حقائب اليد التي كانت تحملها مارجريت تاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية منذ 1979 إلى 1990، كانت تعبر عن أنوثة ملموسة ولكنها في الوقت نفسه كانت تدل على القوة والثبات، فبالرغم من ترتيبها وأناقتها وبساطتها في الشكل إلا أنها كانت توحي أيضا بصلابة شخصية من تحملها، وهي في الوقت نفسه تتوافق مع أناقة ملابسها وأصالة "قبعاتها" البريطانية.
يعتقد أن حقائب يد تاتشر كانت تثير الخوف والاستفسارات بالنسبة للمحيطين بها، وتكثر الأسئلة والتوقعات عما بداخلها، فتارة تدور حول أوراق خطرة تقرر مصائر الكثيرين، وتارة حول سجلات هامة تتعلق بطبيعة عملها، وتارة أخرى حول أفكار حائرة لا يكتبها سواها.
الحقيبة عند الرجل هي وسيلة للاحتفاظ بسر خطير أو أداة لإخفاء شيء لا يمكن الاضطلاع عليه، ولكن الأمر وصل بالنسبة لحقائب تاتشر إلى القول بأنها قد تكون مخزنا للذخائر، نظرا لأنها كانت مصنعة من الجلد الأسود المصقول.
حقيبة تاتشر كان لها أهمية أخرى من نوع خاص، فعندما كانت تحضر أي مناسبة أو تعقد اجتماعا هاما، لم تكن تحتاج إلى مراسم خاصة لاستقبالها أو الطرق على المنضدة بقوة ليعلم كل منتظروها بحضورها، بل كانت تكتفي فقط بوضع حقيبتها على المنصة أو طاولة الاجتماعات ليعلم الجميع بأن تاتشر قد حضرت إلى المكان.
تعرف صناعة الملابس منذ وقت طويل، أنه حتى السيدات اللوائي لا يرتدين ولا يحبذن الملابس ذات الأشكال الغريبة أو لا يتمشين مع الموضة بشكل كبير، على الرغم من ذلك فهن لا يستغنين عن الحقائب، فهناك علاقة ما بينهن وبين الحقائب، فهي تعتبر ركيزة اساسية بالنسبة للنساء اي كانت طبيعة عملهن.
الحقائب مصدر للفرحة النقية بالنسبة للنساء اللوائي يعشن حياة جادة رغما عنهن، كما يمكن للحقائب أن تكون الدرع الآمن للنساء الأقوياء حتى وإن كانوا محيطين بمجموعة من المساعدين ورجال الأمن.
الملكة اليزابيث الثانية مثلا ترتدي حقيبة يد على الرغم من أنها لا تحتاج إلى حمل مفاتيح أو حافظة أو بطاقة لتحديد الهوية، ولكن هي تحاول بهذه اللفتة أن تكون مثل المرأة العادية وتخرج قليلا من شذوذ الحياة التي تعيشها كملكة، فهي تجعلها تبدو أكثر واقعية وأكثر قربا من المرأة التي تحتفظ بأشيائها الثمينة داخل حقيبتها لتستخدمها خلال يومها وتقلق من فقدان الأشياء التي تضيع في ثنايا الحقيبة.
أما ميشيل أوباما فتفضل ارتداء حقيبة يد مربعة الشكل زرقاء، مما يثير تساؤل حول ما يمكن أن تحتاج إليه السيدة الأولى في أمريكا؟ هل هي مستحضرات التجميل؟ زوجات الرؤساء لا يضعن مستحضرات تجميل في الحقيبة. وما هي الأوراق المهمة التي يمكن أن تحملها وورائها ببضعة خطوات قوات الحراسة الخاصة بالرئاسة؟، ببساطة الحقيبة تجعل تلك الشخصيات الهامة وذات المسئولية جزء من العامة.
أما النساء اللواتي يعشن حياتهن المهنية بين الرجال وبدلهم، إن الحقيبة بالنسبة لهن رفاهية لهذا يرتدين الحقائب الحمراء والوردية الكبيرة لأنهن يتخلصن من ضغط العمل حينها، لا توجد رسالة دبلوماسية ما في لون الحقيبة لكنها تدل على سعادة السيدة التي ترتديها.
تحدد حقيبة اليد ضمنيا السلطة والمكانة، ويرجع الفضل لماركة الحقائب العالمية "Fendi" التي ظهرت عام 1990 فقد نجحت نجاحا ساحقا، وجعلت حقائب اليد ترتبط ارتباطا وثيقا بالمكانة الاجتماعية، بالإضافة إلى ما تضيفه للأنثى أيا كان عملها أو مكانتها الاجتماعية.