سامح «بائع كتب».. غذاء العقل أبدى من ملء المعدة
فى تمام الثامنة صباحاً تبدأ رحلته مع محبوبته، ينطق لسانه بالمعوذتين قبل أن ينظر إلى السماء داعياً الله أن ييسر له الحال، يرتب الكتب المتراصة بشكل مختلف، يفتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم، عادات لم يغيرها منذ 20 عاماً، حينها لم يكن سامح عبدالمقصود قد أكمل عامه الثالث عشر، غير أن حب القراءة وملمس أوراق الكتب طغى على عقله، وحين يقترن الحب بالعمل تهون المشاق.
«سامح» صاحب مكتبة «الأزهرى» بشارع التحرير، يعتبر أنه من فضل الله أن يعمل فى تلك المهنة، فبيع الكتب متعة يحمد الله على أنه لم يحرم منها، الشاب الثلاثينى ذو الملامح المصرية الأصيلة تربطه بزبائنه علاقة وطيدة، فهناك زبائن يأتون إليه من حلوان ومن مناطق أخرى يعرفهم بالاسم، ويفتخر بأنهم يشاركونه العشق ذاته، حتى إنه يضحك وهو يقول إن لديه زبائن يشترون بكل ما فى جيوبهم من أموال كتباً حتى لو جاعوا.
دائما ما يردد «سامح» على أسماع ولديه بدر ويوسف أن غذاء العقل «أبدى» من ملء المعدة، ليتربيا على حب الكتب وحب مكتبته ذات الطابع الخاص، التى تحتوى على أنواع مختلفة من الكتب الدينية والأدبية والتراثية، وانضم لها فى الآونة الأخيرة عدد كبير من الكتب السياسية بفعل الثورة.
القراءة عبر الإنترنت تعد السبب الأبرز فى عدم رواج عمليات البيع فى «سوق الكتاب»، لكنه يوضح أن القارئ المحترف تفرق معه لمسة الكتاب. رغم حال الركود الذى أصاب «سامح» عقب الثورة فإنه يعدد لها مزايا على رأسها دخول قطاع جديد من القراء للسوق، الأزمات الاقتصادية والسياسية أكثر ما يؤثر على سير عملية البيع لدى معظم بائعى الكتب و«سامح» واحد منهم، فيما أنبأته قراءاته بأن كل ما يحدث فى مصر مجرد عثرة ستمر وأن التاريخ قادر على تذكيرنا بعظمة هذا الوطن.