البطريرك كيريل في باريس لتبريك كاتدرائية جديدة للكنيسة الروسية في فرنسا
بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل
وصل بطريرك موسكو وسائر روسيا، كيريل، السبت 3 ديسمبر، إلى العاصمة الفرنسية باريس، في أول زيارة له إلى باريس منذ تسنمه سدة بطريركية موسكو.
وفي صدارة برنامج زيارة البطريرك إلى فرنسا، قيامه بتبريك كاتدرائية جديدة تم بناؤها وسط باريس لتكون إحدى الكاتدرائيات التابعة لأبرشية (كورسون) في الأراضي الفرنسية.
واعتبر الأب ألكسندر فولكوف، المتحدث باسم البطريرك، أن مراسم تبريك كاتدرائية "الثالوث القدوس" في باريس ستكون "حدثًا ذا دلالة كبيرة سواء بالنسبة للحضور الأرثوذكسي في فرنسا أو للعلاقات الإنسانية بين الشعبين، الروسي والفرنسي".
وتعد كاتدرائية "الثالوث القدوس" جزءًا رئيسًا من المجمع الروسي الأرثوذكسي الروحي والثقافي، الذي جرت مراسم تدشينه في 19 من أكتوبر الماضي.
وتحمل أبرشية كورسون اسمها هذا نسبة إلى مدينة كورسون، وهي التسمية القديمة لمدينة خيرسونيس في شبه جزيرة القرم، حيث أعلن الأمير فلاديمير، حاكم إمارة كييف الروسية القديمة (في القرن العاشر الميلادي)، اعتناقه المسيحية.
وتشمل الأبرشية حاليًا كنائس وأديرة تابعة لبطريركية موسكو في كل من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وسويسرًا.
ومن المقرر أن يزور البطريرك كيريل، أثناء زيارته للأبرشية، والتي تستغرق حتى الـ7 من هذا الشهر، مدينة زيوريخ السويسرية أيضًا.
وقبيل زيارته إلى باريس، قال البطريرك كيريل إن من الضروري وقف المتطرفين الذين يقتلون "باسم الله"، وذلك بـ"قوة السلاح" في حال الضرورة، مؤكدا وحدة صفوف الأرثوذكس مع المسلمين في مواجهة التطرف الديني.
وأكد البطريرك، في تصريح لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، نشر نصه المكتب الصحفي للبطريرك، اليوم السبت، أن الكنيسة الأرثوذكسية "لا تحارب الإسلام بأي مذهب من مذاهبه"، إنما تحارب "الكفر المتشدد الذي لا يحق له أن يربط نفسه بأي ديانة، بما في ذلك الإسلام".
وأضاف: "ونحن نخوض هذا الكفاح، جنبا إلى جنب، مع المسلمين الذين يرون في جرائم القتل البشعة، التي يزعم أنها ترتكب في سبيل الإسلام، تدنيسا لديانتهم، ونحن نفهمهم، والإنسان الذي يعطي لنفسه حق القتل باسم الله، يجب وقفه، بما في ذلك بقوة السلاح في حال الضرورة".
واعتبر البطريرك أن من يحاربون الدين في المجتمع ويحولون دون تطوير التعليم الديني الرسمي، يلعبون لصالح دعاة التطرف الديني، مشيرًا إلى أن نقص المعرفة الحقيقية فيما يخص الدين، "يفسح مجالًا كبيرًا لمن يقومون بالتجنيد لصفوف داعش".
وأضاف أن "ما يدفع بالناس نحو التطرف الديني هو تحريف التصورات حول القيم الأخلاقية التقليدية"، مشيرًا إلى أن "دعم المجتمعات الدينية التقليدية يعتبر أفضل وقاية من التطرف الديني، وحماية الناس من أيديولوجية "داعش" المعادية لله، التي تنتشر مثل الوباء".