«بدرية» تنتظر «غسيل كلى» بعد وفاة ابنتها بـ«السرطان»
«بدرية» تنتظر تدخل وزير الصحة
«الانتظار».. فرضته عليهما الدولة فى لحظات المرض بمسميات مختلفة، لكن الموت لا ينتظر، يخطف ابنتها «حور» المريضة بالسرطان أمام عينيها، وهى تنتظر العلاج على نفقة الدولة، وبات من المؤكد ألا مكان لها هى الأخرى، وهى مريضة بالكلى، بمستشفيات التأمين، فالرد يأتيها رغم تتابع الأشهر قاسياً دون تغيير: «مفيش مكان».
والدة «حور»: «المستشفى بقالها سنة بتقول لى مفيش مكان»
فى يونيو الماضى، توفيت حور سعيد، مسببة ضجة كبيرة لتأخر علاجها على نفقة الدولة بعدما عاودها السرطان، ماتت «حور» بسبب الروتين الحكومى فى الانتظار، واليوم تلقى الأم بدرية محمد، مصيراً غامضاً، فصاحبة الـ64 عاماً بحاجة للغسيل الكلوى، لكن مستشفى جمال عبدالناصر للتأمين الصحى، يخبرها بشكل مستمر بأنه «مفيش مكان».
رغم مرور أكثر من 15 شهراً على مرضها: «يعنى يبقى أنا وبنتى نلاقى نفس المعاملة»، قالتها وهى تحاول حبس دموعها، وحكت ابنتها «آية» نيابة عنها: «والدتى من الإسكندرية وأنا عايشة فى القاهرة وكانت عندى فى العيد اللى فات وفجأة أغمى عليها، وبعد التحاليل قالوا لنا إن عندها مشاكل فى الكلى وهتحتاج غسيل».
عادت الأم إلى الإسكندرية، حيث تسكن مع زوجها بشقة صغيرة بالعصافرة، وتوجهت لمستشفى جمال عبدالناصر، وما أن أتمت التحاليل اللازمة وأجريت لها عملية لتركيب القسطرة وأجرى لها الغسيل ثلاث مرات، أخبرها الأطباء أنه لا مكان لها بالمستشفى وعليها التوجه لمستشفى أبوقير أو مستشفى «جيهان»: «رحت الاتنين دول قالوا لى برضه مفيش مكان، وواحد ابن حلال نصحنى أروح الجمعية الخيرية بالمعمورة لمرضى الكلى، ومن ساعتها باروح لهم، ودى جمعية قايمة على المساعدات ومعرضة فى الأيام الحالية إنها تقفل». تذهب «بدرية» كل فترة للمستشفى التأمينى لإجراء قسطرة، لكن الرد كما هو «مفيش عندنا مكان»، متسائلة: «طب إزاى لما باعمل القسطرة بيغسلوا لى 3 أيام ورا بعض؟»، موضحة أنها تدفع أسبوعياً 360 جنيهاً للتاكسى، وستعفى من دفع ذلك لو ذهبت للمستشفى لقربه من بيت إخوتها.