مخاوف في لبنان من خصخصة آخر شاطئ عام في بيروت
صورة أرشيفية
الكفاح من أجل شاطئ "الرملة البيضاء"، في بيروت، أصبح بؤرة صراع جديد بين نشطاء المجتمع المدني والمؤسسة السياسية المسؤولة عن إدارة الأراضي والخدمات العامة في العاصمة اللبنانية.
حيث أن فكرة خصخصة آخر شاطئ عام في بيروت بعد مشروع لتطويره إلى شاطئ خاص فاخر، أثارت مخاوف بأن السكان قد يجدون أنفسهم يعيشون في مدينة ساحلية بدون ساحل. تأتي هذه الأزمة في أعقاب أزمة القمامة العام الماضي، والتي أثارها جبال القمامة التي تراكمت لعدة أشهر في الشوارع، بالإضافة إلى صراع على متنزه محلي كان حتى وقت قريب يفتح مرة واحدة أسبوعيا فقط.
وقال نشطاء إن تطوير منتجع "إيدن روك"، الذي منحه محافظ المدينة الضوء الأخضر في سبتمبر الماضي، هو الخطوة الأولى نحو خصخصة آخر شاطئ عام في المدينة. يقول نزيه الريس، مسؤول منطقة المسابح في شاطئ الرملة البيضاء، إنه إذا تمت إدارة بيروت بهذه الطريقة، فسيعيش سكانها فيما يشبه القفص.
يأنف بعض سكان بيروت من الذهاب إلى شاطئ الرملة البيضاء، الذي يرون أنه ملوث وغير عصري، حيث سمحت إدارة المدينة لمياه الصرف الصحي بتلويث رمال الشاطئ البيضاء ومياهه الزرقاء. لكن مرتادي الشواطئ يقولون ان هناك حاجة لقيام إدارة المدينة بحماية شاطئها العام الوحيد. سيضم المشروع الجديد شاليهات على منحدر مدرج من العشب ويطل على شريط ضيق من الشاطئ المتبقي، وفقا لتوضيحات من الشركة المطورة. وسيكون هناك مرفأ على شكل هلال قبالة الساحل.
يتذكر بعض سكان بيروت أياما كانوا فيها قادرين على التسلل إلى البحر من سواحل الكرنتينا والنورماندي والروشة في بيروت، قبل بداية الحرب الأهلية عام 1975. في سبتمبر الماضي، وافق محافظ بيروت زياد شبيب على البدء في تشييد مشروع "إيدن روك"، ونشر سكان محليون في نوفمبر تسجيلا مصورا على موقع فيسبوك يظهر معدات ثقيلة تصب خرسانة في حوض محفور في شاطئ الرملة البيضاء.
يستعد محامون الآن لإقامة دعوى قضائية ضد منتجع "إيدن روك"، نقلا عن مجموعة مخالفات يقولون إن المحافظ تغاضي عنها. يتكلف الدخول الى معظم النوادي الشاطئية في بيروت الآن ما لا يقل عن 20 دولار، وهو ما يعد مكلفا بالنسبة للبنانيين أصحاب الدخل المنخفض. في مايو الماضي، فاجأت حركة شعبية - ركزت في حملتها الانتخابية على برنامج لحماية المرافق العامة في المدينة - المؤسسة السياسية بالحصول على 40 بالمائة من الاصوات في الانتخابات البلدية.
حشدت منظمات مدنية عددا من المتظاهرين نحو الشاطئ واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين ومسؤولي شركة "عاشور" للهندسة والمقاولات المسؤولة عن المشروع. كان بين المتظاهرين نشطاء شاركوا في حملة "طلعت ريحتكم" العام الماضي. حيث احتشد آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة احتجاجا على أزمة انتشار القمامة في شوارع. ولا تزال هذه الأزمة مستمرة.
رفضت شركة عاشور التعليق على الاحتجاجات، قائلة إنها حصلت على التصاريح المطلوبة. أكد شبيب أن هناك مؤامرات لعرقلة مشروع ايدن روك وأن شركة عاشور لديها الحق للاستمرار في عملها. ورفض أيضا الرد على طلب التعليق.
وقال الناشط الحقوقي اللبناني واصف الحركة "لدينا صور جوية تظهر العمل على جعل هذه المنطقة تحت مستوى الشاطئ، لذلك ليس من المستحيل أن تصبح ملكية خاصة."