حصلت على جائزة أفضل دار لحماية الطفل.. واشتركت للأطفال فى النوادى والنشاطات الثقافية
«مها» أثناء تكريمها فى مسابقة أفضل دار إيواء
ظلت فكرة إنشاء دار للأيتام حلماً يرواد مها علام طيلة فترة عملها كمدرسة إلى أن بلغت من العمر السادسة والخمسين هنا قررت أن تحقق حلمها، برنامج تليفزيونى شاهدته بالصدفة عن دار أيتام تابع لمنظمة sos العالمية، شجعها على اتخاذ الخطوة لتذهب بعدها إلى دور الأيتام القريبة منها باحثة عن معايير الجودة العالمية، حتى يتسنى لها بناء مشروع يغير من الفكر النمطى المعروف عن الأيتام، فقدمت دراسة جدوى للجهات المسئولة لتصطدم بعدها بالإجراءات الروتينية والإحباطات والسخرية التى زادتها إصراراً على تحقيق ما تريد.
«مها» أسست دار أيتام بمعايير عالمية: «مش كل أربع حيطان دار إيواء»
خصصت مكاناً للدار وبدأت بكفالة 7 أطفال لم يتجاوزوا الـ10 شهور، ووفرت لهم مربيات للتعامل معهم فى هذه السن، وعندما بلغوا سن الخامسة كان لزاماً عليها أن تعلمهم لكى يستطيعوا التعايش الكامل مع المجتمع، فقدمت أوراقهم فى أفضل المدارس النموذجية للغات والموجودة بمصر الجديدة، ولكن محاولتها قُوبلت بالرفض أكثر من مرة، بدعوى أن الأطفال مجهولو الأصل، وأن المدارس النموذجية لا تقبل هذه الفئة من الأطفال، فلم تيأس وحاولت مراراً وتكراراً وتوسلت إلى مدير المدرسة لإقناعه بأهمية تعليمهم، وظلت تلح عليه إلى أن وافق وقبل أوراقهم بشروط والتزامات خاصة، وبدأت تحدياً أكبر لم تكن تتوقعه وهو المعاملة السيئة للأطفال من قبل المدرسات، فدائماً ما يضعنهم فى دائرة الشك لا سيما عندما يتعرض أحد للسرقة أو يعاملنهم بالإشفاق الزائد الذى يشعرهم بالفرق بينهم وبين الآخرين، كما أن أولياء الأمور يحذرون أولادهم من التعامل معهم وزملاؤهم يعاملونهم على أنهم من فئة أقل منهم. تقول مها «مجتمعنا ما عندوش ثقافة التعامل مع الأطفال الأيتام وبيتعاملوا معاهم على أنهم ولاد حرام رغم أنهم مالهومش ذنب فى كده، والمواقف السخيفة دى كانت أكتر حاجة بتضايقنى وكنت لازم آجى على نفسى وأستحمل وأتفاهم مع الأولاد وأتكلم معاهم علشان يقدروا يتعايشوا»، وتتابع قائلة: «المدارس محتاجة توعية كبيرة للتعامل مع الأيتام ومن خلال نشاطى فى الدار بحاول أغير نظرة المجتمع المشينه لهم»، لم يكن عبء المدارس وحدها ما واجهته مها إذ إن المراكز التثقيفية والرياضية والطبية كانت ترفض اشتراكات الأيتام فيها، وكذلك الحال فى النوادى، مما يضطرها إلى الدخول بمبالغ مالية ضخمة لحرصها الدائم على الاهتمام بهم من الناحية الرياضية والتثقيفية وعمل فحوصات طبية لهم شهرياً حفاظاً على سلامتهم، حتى تستطيع ملء الفراغ الأسرى الذى يعيشونه، على حد تعبيرها، وتساهم فى دمجهم أكثر مع المجتمع حتى لا يعيشوا فى عزلة دافعين حياتهم ثمناً لأخطاء لم يرتكبوها، تحديات كثيرة واجهتها مها من أجل أن تتقدم بالدار والأطفال للأمام، فحققت نقلة نوعيه فى حياتهم وخرجت بهم إلى النور وهم مصقولون بالعلم والثقافة ليواجهوا تحديات الحياة الصعبة، فحصلت دار «بشائر الفجر» على جائزة بيت الحلم من بين 34 مؤسسة على مستوى الجمهورية فى مجال حماية ورعاية الطفل.