المواطن فى التعامل مع تصريحات المسئولين: «أفتكر لك إيه يا بصلة»
رؤوف
زحام فوق العادى، ما السر وراء توافدهم على مكاتب التموين والبقالين، الشهر قارب على نهايته، ولم يحِن بعد موعد الصرف الجديد.. أسئلة حيرت العاملين فى مكاتب التموين، قبل أن تأتيهم الإجابة صادمة على لسان الأهالى المتزاحمين أمامهم «عايزين نعرف إحنا لينا تموين ولا اتلغى زى ما الوزارة قالت؟»، الإجابة لم تكن واضحة لدى بعض الموظفين، قبل أن يطالعهم الأهالى بنص ما خرج على لسان مساعد وزير التموين «من يزيد راتبه الشهرى عن 1500 جنيه، ومعاشه عن 1200 جنيه، لا يستحق بطاقة تموينية وفق النظام الجديد».
غاضبون أمام مكاتب التموين: «هى بطاقاتنا اتلغت؟»
التصريحات التى لم تلبث ساعات حتى تم نفيها على لسان الوزير، لا تعكس سوى تلك الحالة من التخبط التى تتراوح فيها الحكومة يومياً عبر عدد من مسئوليها ووزاراتها، لا يراها المراطن البسيط فى إطارها الصحيح، لا بد أن يحيلها إلى نظرية المؤامرة، خاصة أن القاعدة التى تحكمه بالحكومة مفادها «أفتكر لك إيه يا بصلة وانتى كل قطمة بدمعة»، يقولها رؤوف محمد، الموظف البسيط، الذى هاله ما قاله مساعد وزير التموين، وما نفاه الوزير، يعتقد أن «المسئولين يا بيلعبوا بينا الكورة، يا إما مش عارفين يدوّروها»، فمنذ أن سمع رقم 1500 جنيه وهو يحدث نفسه «1500 جنيه شهرياً ما يأكلوش طعمية وفول يومياً مش فراخ ولا لحمة». الحالة ليست مقتصرة على تصريحات وزير التموين ومساعده، الأمر تجاوزهما منذ زمن، فى أغسطس الماضى، حدث التضارب ذاته، عندما خرج رئيس الوزراء ليعلن عن وجود حركة محافظين محدودة ستحدث فى القريب العاجل، لتتزامن مع تصريحات أخرى للدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، نفى فيها ما يتداول من أنباء بشأن تعيين محافظين جدد، ولم تكن تلك الواقعة الوحيدة، ففى ظل استمرار أزمة السكر، خرج اثنان من معاونى وزير التموين على الفضائيات، الأول كريم جمعة، ليؤكد أن سبب الأزمة هو غياب الضمير، بينما خرجت إيمان موسى، مساعد وزير التموين، لتؤكد أن أزمة السكر عالمية وليست محلية، وذلك لارتفاع أسعار السكر عالمياً نتيجة انخفاض إنتاجه بمقدار 4.2 مليون طن.
لا يعكس كل هذا سوى فشل المؤسسات الحكومية فى اختيار من يتحدث باسمها، بحسب د. ليلى عبدالمجيد، عميد إعلام القاهرة الأسبق، التى تؤكد أن المتحدث باسم الوزارة لا بد أن يكون الجهة الوحيدة المدربة، والتى لها علاقات بوسائل الإعلام، والموكل لها بالتصريح، ولا يسمح لأى شخص بالحديث فى الإعلام حتى لا تحدث مثل هذه الأزمات، التى تضر بالنظام الحكومى.