فشل المفاوضات مع شباب النوبة لفتح طريق أسوان - أبوسمبل
محافظ أسوان يستقبل السودانيين العالقين بمدينة أبوسمبل أمس
فشلت القيادات الأمنية والتنفيذية بأسوان فى إقناع شباب النوبة بفتح طريق أسوان أبوسمبل السياحى، أمس، بعد دخول اعتصامهم يومه الرابع، احتجاجاً على منع أجهزة الأمن قافلة العودة النوبية من مواصلة طريقها إلى منطقة خور قوندى فى توشكى، للاعتراض على طرح أراضيها للبيع ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان. وواصل المحتجون نصب الخيام على الطريق الدولى، رافعين لافتات «النوبة ليست للبيع»، و«لا للقرار 444»، و«نعم لتفعيل المادة 236 من الدستور»، مؤكدين رفضهم طرح الدولة لمساحة 110 آلاف فدان للاستثمار، ضمن مشروع الـ1.5 مليون فدان، باعتبارها تقع ضمن أراضى النوبة القديمة، كما طالبوا الدولة بأن تلتزم بالمادة 236 من الدستور.
رئيس الوزراء: الحكومة تعمل بالتعاون مع «النواب» لصياغة وإعداد قانون يسهم فى تنفيذ المادة 236 من الدستور
وأطلق مئات النوبيين المقيمين فى مركز نصر النوبة المسيرة الأولى إلى توشكى فى 5 نوفمبر الحالى، عندما منعهم الأمن من استكمالها، مع تعهد بنقل مطالبهم إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذها، خلال 3 أيام، وهو ما لم يحدث، فقرر الشباب تنظيم مسيرة جديدة، تحت عنوان «قافلة العودة 2»، السبت الماضى، وتم منعها من استكمال طريقها مجدداً.
من جانبه، أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اهتمام الدولة بتلبية مطالب أهالى النوبة، مشيراً إلى أنه يتم فى الوقت الحالى المتابعة المستمرة من الجهات المعنية للإسراع فى تنفيذ كل المشروعات الخدمية والتنموية التى تسهم فى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدّمة لهم، مشدداً على أنه سيتم إعطاء الأولوية المطلقة لهم فى أراضى منطقة «خور قندى»، سواء كانت ضمن الأراضى المخصّصة لشركة الريف المصرى الجديد الخاصة بمشروع تنمية واستصلاح الـ«1.5 مليون فدان» أو خارجها.
وأشار «إسماعيل» إلى أنه يتم حالياً استكمال الأعمال الخاصة بعدد من المشروعات الجارى تنفيذها بأسوان ومنطقة نصر النوبة، الأمر الذى يستلزم توفير تمويل إضافى بـ270 مليون جنيه خلال هذا العام المالى، وهو ما يأتى تنفيذاً لما نص عليه الدستور فى مادته رقم 236، التى تشير إلى أن تقوم الدولة بوضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية، وذلك بمشاركة أهلها فى مشروعات التنمية، وفى أولوية الاستفادة منها، موضحاً أن الحكومة تعمل بالتعاون مع مجلس النواب على صياغة وإعداد قانون يسهم فى تنفيذها.
وأجرى «إسماعيل»، الكثير من الاتصالات بمحافظ أسوان، ونواب مجلس النواب، مكلفاً المحافظ بعقد لقاءات مستمرة ومتتالية مع ممثلين عن أهالى النوبة، للوقوف على كل مطالبهم وحلها سريعاً.
وأكد أن الدولة تواجه بكل شفافية وجدية المشكلات المتراكمة خلال العقود الماضية، وتعمل على حلها، وتعمل أيضاً على سرعة الانتهاء من تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والعمرانية فى المناطق الحدودية، وبمشاركة أهلها، ويشمل ذلك أهالى النوبة.
وقال رئيس الاتحاد النوبى العام فى أسوان، محمد عزمى، خلال مشاركته فى اللقاء مع القيادات النوبية، الذى استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس، «لا يوجد ناشط أو سياسى فى مصر لم يتحدث عن قافلة العودة النوبية، وعليكم متابعة مواقع التواصل الاجتماعى لتروا أننا نجحنا فى إحداث حراك فى الشارع المصرى، ونتمنى ألا تتسبب قيادات النوبة فى ضياع حقوقنا بالمماطلات السياسية».
من جهته، أمر محافظ أسوان، اللواء مجدى حجازى، بنقل 300 سودانى من العالقين فى مدينة أبوسمبل على متن الباخرة «ساق النعام»، العاملة بين ميناءى السد العالى فى أسوان والزبير فى مدينة حلفا السودانية، بعدما انقطعت بهم السبل نظراً لتوقف 18 أوتوبيساً خاصاً بهم على الطريق، ونفاد المواد الغذائية والمياه منهم، ما أثار غضبهم، قبل أن يتواصل المحافظ مع مسئولى القنصلية السودانية فى أسوان، ويأمر بنقل الزوار إلى أسوان عبر الباخرة النيلية.
وسادت حالة من الغضب بين أهالى مدينة أبوسمبل نتيجة نقص الأغذية ومقومات الحياة الأساسية، ونفاد مخزون البوتاجاز والسولار فى المدينة، ما أدى إلى توقف المخابز عن العمل، بسبب قطع المعتصمين للطريق الحيوى، كما يعانى صيادو بحيرة ناصر من عدم قدرتهم على نقل إنتاجهم السمكى إلى أسوان والقاهرة، ما يهدد بتلفه. وحرر 45 تاجر جمال من مركز دراو محاضر شرطة لعدم قدرتهم على تسلم الجمال الواردة إليهم من السودان عبر معبر أرقين الحدودى، بسبب قطع الطريق السياحى الدولى.