«جاسر».. «3» إخوات قطعوا راسه فى النزهة عشان قتل أخوهم فى أسيوط من 20 شهر: «قلب أمنا برد خلاص»
صورة تعبيرية
كلما اقتربت عقارب الساعة من التاسعة صباحاً يسرع «محمود» خطواته أمام عقار خاص بشركته فى النزهة لإثبات حضوره، ومنذ 3 أيام فقط حاول «محمود» الصعود إلى شركة المواد الغذائية التى يعمل فيها أمين مخازن مسرعاً قبل أن يداهمه الوقت المحدد للحضور عن طريق عبوره الجزيرة الوسطى أمام الشركة وأثناء سيره اصطدمت قدماه بجثة شاب ملقاة على الوجه، استعان «محمود سيد» 34 سنة، بزملائه فى الشركة والمارة عقب عثوره على الجثة التى شاهدوها مفصولة الرأس، وبها عدة طعنات فى الصدر والبطن، قبل أن يتم إبلاغ المقدم محمد مكاوى، رئيس مباحث قسم شرطة النزهة، بالواقعة، وبعد مرور دقائق قليلة انتقل فريق من مباحث شرق القاهرة، أشرف عليه اللواء هشام لطفى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وتحفظت الشرطة على الجثة وعثر بجانبها على حافظة نقود داخلها 10 جنيهات ومفتاحان لسيارة ميكروباص، وأخطر نيابة حوادث شرق القاهرة بالواقعة، وانتقل المستشار أحمد ربيع مدير النيابة إلى مكان الحادث، وأجرى معاينة لمسرح الجريمة ومناظرة للجثة، وتبين أنها لشاب فى العقد الرابع من عمره.
المتهمون: عشنا سنة ونص فى جحيم لحد ما قدرنا ناخد حقنا من اللى قتل أخونا الكبير
خطة فريق البحث الجنائى بدأت فى جمع المعلومات من مكتشف الجريمة واستجواب السكان المحيطين بمكان العثور على الجثة، من أجل الوصول إلى أحد شهود العيان على الجريمة ومنفذيها، بعد أن قررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح الجثة لمعرفة أسباب وفاتها، وجاءت رواية مكتشف الجريمة فى محضر الشرطة مفادها أنه لم يشاهد منفذيها وأنه فوجئ أثناء سيره مسرعاً من الجزيرة الوسطى للشارع المقابل لشركته بالعثور على الجثة فلم يجد أمامه سوى إبلاغ الشرطة، وبعد مرور 48 ساعة على اكتشاف الجريمة حضر العامل حمادة صابر، 38 سنة، إلى قسم شرطة النزهة، وأخبر رئيس المباحث أن الجثة المتحفظ عليها داخل مشرحة زينهم تخص شقيقه «جاسر» 35 سنة، الذى يعمل سائقاً، واتهم 3 أشقاء من جيرانهم فى محافظة أسيوط بتنفيذ الجريمة، نظراً لوجود خصومة ثأرية، وهم «عبدالرحمن حمد، 19 سنة، بائع، وشقيقاه أحمد، 27 سنة، بائع، وأشرف، 29 سنة، بائع»، وأن الخصومة الثأرية عمرها يزيد على 20 شهراً، ومحرر بشأنها المحضر رقم 12637 لسنة 2015 جنح ديروط.
التحقيقات: المتهمون بحثوا طويلاً عن المجنى عليه فى أحياء القاهرة حتى اكتشفوا إقامته فى منطقة المرج
تكشفت تفاصيل الجريمة أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء محمد منصور، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبعد ساعات قليلة وصل الفريق الأمنى إلى أحد أقارب المتهمين فى القاهرة، وتمت الاستعانة به فى استدراج منفذى الجريمة إلى أحد الأماكن بقصد مقابلتهم، وفى الموعد المحدد بينهم نجحت القوات فى القبض على المتهمين وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة النزهة، وتحرر محضر بضبطهم أشرف عليه العقيد محمد مختار، نائب مأمور قسم شرطة النزهة، لتبدأ بعدها اعترافات المتهمين فى محضر الشرطة بتفاصيل الجريمة.
«أيوه احنا قتلنا جاسر صابر عشان حق ربنا إنه يموت زى ما موّت أخونا عشماوى فى خناقة من أكتر من سنة ونص فى أسيوط وهرب إلى مصر واختفى فى المرج»، بتلك الكلمات بدأ المتهمون اعترافاتهم أمام الفريق الأمنى، قائلين إنهم يلاحقون المجنى عليه منذ فترة طويلة من أجل القصاص منه، وعندما تمكنوا من تحديد مكان إقامته فى شقة فى منطقة المرج استعانوا بفتاة ليل استقلت معه سيارته الميكروباص، ونجحت فى استدراجه إلى المكان المحدد من جانب المتهمين فى النزهة بغرض ممارسة الرذيلة معها.
«ضربنا جاسر إحنا التلاتة بالسكاكين لحد ما وقع على الأرض وفصلنا رقبته عن جسمه عشان نتأكد إنه مات»، بهذه الكلمات واصل المتهمون اعترافاتهم فى محضر الشرطة، قائلين إنهم حملوا الجثة إلى الجزيرة الوسطى فى الشارع وألقوا بها حتى تأكدوا من وفاة المجنى عليه، ثم توجهوا إلى بلدتهم فى محافظة أسيوط وأقاموا سرادق للعزاء وأخذوا العزاء فى شقيقهم عشماوى، عندها عرف جميع أهالى القرية أنهم أخذوا بالثأر من قاتل شقيقهم.
التحريات: المتهمون استأجروا فتاة ليل بـ500 جنيه استدرجت المجنى عليه إلى مكان الجريمة
«عملنا كده عشان نعرف نمشى فى البلد وراسنا مرفوعة، كان لازم ده يحصل من زمان بس خلاص المهم إننا خدنا حقنا عشان دم أخونا يبرد فى قبره»، بهذه الكلمات واصل المتهمون شرح تفاصيل الجريمة فى محضر الشرطة قائلين إنهم قضوا 20 شهراً فى جحيم وهم يواصلون البحث عن المجنى عليه «جاسر» وشقيقه «حمادة» فى أحياء القاهرة الشاسعة، حتى تمكنوا من تحديد مكانه فى شقة بمنطقة المرج، وأنهم خططوا للجريمة بشكل جيد فاستعانوا بفتاة ليل وأعطوها 500 جنيه وطلبوا منها استدراج المجنى عليه أثناء استقلالها سيارته الميكروباص بقصد ممارسة الرذيلة، وأنهم لم يخبروها بوجود خصومة ثأرية مع المجنى عليه وأنهم سيقتلونه، بل أخبروها بوجود خلافات مالية وأنهم يرغبون فى تصفيتها معه وإجباره على توقيع إيصالات أمانة على بياض حتى يضموا حقوقهم المالية بعد مراوغته وتهربه من سدادها.
متهم: جهزنا 3 سكاكين وساطور كبير وأول ما شفناه خلصنا عليه
«جهزنا أدوات الجريمة وجبنا 3 ساكين وساطور كبير ورحنا انتظرنا المجنى عليه وأول ما شفناه مسكناه وخلصنا عليه» بهذه الكلمات أنهى المتهمون اعترافاتهم بتفاصيل جريمتهم أمام الفريق الأمنى، قائلين: «قتلنا اللى قتل أخونا الكبير عشان النار اللى فى قلب أمنا تبرد، كانت مش عارفة تنام من ساعة ما شافت ابنها الكبير عشماوى مقتول بطلقة قدام عينيها»، وأنهم كانوا ينتوون تسليم أنفسهم للشرطة بعد الانتهاء من مراسم قبول العزاء فى شقيقهم، لكن قوات الشرطة وصلت إليهم بسرعة كبيرة بعد حضور شقيق المجنى عليه لاستلام جثة شقيقه واتهامهم بتنفيذ الجريمة، وعقب انتهاء اعتراف المتهمين أحالهم مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة إلى المستشار إبراهيم صالح المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة لمباشرة التحقيقات معهم.
وفى تحقيقات النيابة التى باشرها المستشاران محمد الجرف وأحمد ربيع، برر المتهمون الثلاثة التمثيل بالجثة وفصل الرأس عن الجسد بأنها محاولة منهم للتأكد من وفاة المجنى عليه أمامهم حتى يتوجهوا بعدها إلى بلدتهم لإعلان الخبر وقبول العزاء فى شقيقهم، واعترف المتهمون أنهم تخلصوا من أدوات الجريمة بإلقائها فى مقلب قمامة، وأنهم بدلوا ملابسهم قبل الهروب من مسرح الجريمة، وأنهم نفذوا الجريمة فى ساعة متأخرة من الليل، ولم يشاهدهم سوى أحد المارة الذى انصرف بسرعة كبيرة عند مشاهدته للجريمة خوفاً من تعرضه للأذى، وعقب انتهاء التحقيقات وتمثيل المتهمين لجريمتهم قررت النيابة حبسهم على ذمة التحقيقات.