«أمين» يعود لـ«دفتر الشكك»: ظروف الناس صعبة
«أمين» يحمل دفتر «الشكك»
لم يكن يظن أن الدفاتر الورقية، التى يدوّن فيها «فلوس الشكك» ستعود إلى معاملاته التجارية، رغم توقفه عن استخدامها منذ 10 سنوات، لكن غلاء بعض السلع دفعه لذلك، مدوناً أسماء المشترين «شكك»، والمبالغ المطلوبة منهم، تيسيراً عليهم ودعماً لحركة البيع فى محله.
دفتر مزركش بألوان متعددة يضعه أمين السيد تحت كرتونة، لا يغيره من مكانه أبداً، خشية أن يفقده، ولا يخرجه إلا فى حالات البيع بالشكك، وقد قسّمه إلى صفحات، على رأسها أسماء المشترين غير المفهومة إلا له، معتبراً أنه بذلك يحفظ «سر الزبون» حال فقد الكشكول: «بقالى 32 سنة فى المحل ده، وكنت زمان شغال بالشكك، لكن توقفت عنه من 10 سنين، ورجعنا له دلوقتى تانى عشان ظروف الناس».
امتنع عن بيع البضاعة بـ«الأجل» منذ 10 سنوات
زيت، وسكر، وعلب جبنة، وتونة، وصابون، ومساحيق غسل الملابس، أبرز ما دوّنه على صفحات الكشكول من عمليات بيع، وصفحات أخرى فارغة إلا من اسم المشترى، وقيمة مالية دون ذكر سلعة، وهى خاصة بهؤلاء الذين اشتروا دون تسديد لسنوات طويلة: «ناس من زمان خدت منى بضايع وسلع وما دفعتهاش، فبنقل أسماءها من كشكول للتانى، ولما بطلت الشكك احتفظت بيها عشان لو حد فكر يدفع أبقى عارف اللى ليه واللى عليه».
600 جنيه هى القيمة الأعلى لسحب المشتريات فى الوقت الحالى، حسب قوانين «أمين»، التى يعرفها أهل شارع الخمسين بشبرا، لكنه تلك المرة خص بها الذين يعرفهم من أهل منطقته: «زمان كنت بدى للغريب والقريب، دلوقتى الناس اللى قريبين، وأعرفهم بس، عشان محدش ياخد ويخلع من غير دفع آخر الشهر»، مؤكداً أنه يسامح الذين ماتوا دون دفع، ولا يطالب ورثته بالمبالغ: «اللى بيشترى شكك غلبان، وعشان كده بسامحه لو مات، وما طالبش أهله بحاجة عشان عيب».