بروفايل: «زعزوع».. وزير انهيار السياحة
لم يكن يتخيل عند توليه مسئولية الوزارة أن تتدهور أوضاع السياحة بهذا الشكل الذى جعل العديد من دول العالم ترفض إرسال سائحيها إلى مصر لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية، ووصل الأمر إلى إغلاق المعابد الأثرية بالأقصر ومهاجمة فندقى «سميراميس» و«شيبرد» وتعرُّض نزلائهما للخطر. لم يفلح «زعزوع» فى إقناع الحكومة بضرورة إبلاغ القطاع السياحى بتطبيق أى زيادات قبلها بأشهر ليستطيع القائمون على القطاع تعديل أسعار البرامج السياحية قبل التوقيع على تعاقدات جديدة مع وكلاء السياحة الدوليين، وهو ما تجاهلته الحكومة، بل أعلنت عن رفع أسعار السولار وقيمة تأشيرات الدخول إلى مصر ولم تحدد ميعاد تنفيذ ذلك، مما تسبب فى عدم قدرة الفنادق والشركات على إبرام تعاقدات جديدة خلال الفترة المقبلة خشية الزيادة الجنونية فى الأسعار التى تعرضها لخسائر كبيرة، ما أدى إلى استبعاد مصر من البرامج السياحية للموسم الصيفى المقبل.
المَعارض السياحية الدولية فى برلين ومدريد وموسكو، كشفت عن ضعف الوزير وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن السياحة دخلت منعطفا خطيرا بدليل مقاطعة وكلاء السياحة للجناح المصرى فى تلك المعارض، ورفع العديد من الشركات لاسم مصر من برامجها السياحية رغم المحاولات التى بذلها هشام زعزوع لإقناع العالم أن المشهد الحالى فى مصر هو تداعيات مرحلة انتقالية مرت بها معظم دول العالم فى مراحل التحول من النظم الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
وزير السياحة، الذى تنصفه أرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء حول زيادة معدلات السائحين الوافدين إلى مصر، تخذله شكاوى العاملين بالقطاع من ضعف ذات اليد وتدهور نسب الإشغال وإغلاق بعض الفنادق وتشريد العاملين بها وتفكير العديد من المستثمرين فى بيع مشروعاتهم السياحية، يبدو كمن يصفق بيد واحدة فى ظل غياب دعم الدولة للقطاع.
«زعزوع» تحوّل إلى مقصد استغاثة لـ«الغريق»؛ حيث طالبه العاملون بالقطاع بالتدخل لدى الحكومة لتعديل المسار بعد أن تلقت السياحة 3 صفعات قوية من خلال تقارير دولية تؤكد أن تلك الصناعة فى طريقها للانهيار، ومطالبته كذلك بضرورة عقد لقاءات مع وزراء الحكومة بشكل منفرد لإقناعهم بالتعاون معه لإعادة السياحة التى تعد قاطرة التنمية لوضعها الطبيعى بعد عامين من الخسائر المتتالية للعاملين بها.
ابن القطاع، كما يحلو للعاملين بالقطاع السياحى تسميته، لجأ للتيارات الإسلامية حتى «المتشددة» منها، للترويج لمصر سياحياً من خلال إشراكهم ضمن الوفد المصرى فى معرض برلين، لم يعد قادراً على إقناع العالم بأن مصر الآن هى ذات الدولة التى كانت قبلة للسياحة العالمية خلال الـ10 سنوات الأولى من القرن الـ21، بل تحول دوره من مهنى إلى سياسى بعد أن تم اتهامه من قبل التيارات السلفية بأن زيارته لإيران لتفعيل اتفاقات سياحية ستفتح باب المد الشيعى فى مصر.