بالوقائع.. صراع مكتوم بين الكنائس باسم «حماية الإيمان»
المجمع المقدس.. الهيئة التشريعية للشئون الدينية للأقباط فى مصر
ترفع الكنائس المصرية شعار الوحدة، وتعقد الاجتماعات وتقيم الصلوات من أجل هذا الهدف، هذا هو ما يشاهده الجميع فى العلن، أما وراء الستار فهناك حرب مكتومة بين الطوائف المسيحية، يرفع قادتها شعار حماية الإيمان، فيعقدون المؤتمرات ويصدرون الكتب ويفندون العقائد ولا يتورعون عن مهاجمة الطوائف الأخرى إذا لزم الأمر بدعوى امتلاك كل طائفة منها الدين المسيحى الحق وما دون ذلك هرطقة وخروج عن الدين، وهما العبارتان اللتان تستخدمهما الكنائس بديلاً عن كلمة «الكفر والتكفير» فى الإسلام.
«الأرثوذكسية» تواجه الاختراق بـ«محاكم كنسية».. ومعارك «الأسقفية» و«الإنجيلية» تصل القضاء
حروب الطوائف فى مصر فكرية، يستخدم فيها كل طرف أسلحته فى جذب الأتباع، وتبرز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كقطب كبير فى هذا الصراع، نظراً لأنها الكنيسة الأصل فى مصر، التى كان المسيحيون جميعاً قبل عام 1219 ميلادى يتبعونها، إلا أن دخول الطوائف الأخرى إلى مصر والتبشير بمعتقداتهم وسط الأقباط أشعل هذا الصراع، وحسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت، فإنه دخل مرحلة مُرَّة من التصادم بين الطوائف المسيحية فى أيام البابا كيرلس الخامس (1874 - 1927)، حيث بدأ الكهنة الأرثوذكس الشعور بالغيرة على أولادهم الذين يتركون الكنيسة القبطية ويذهبون إلى كنائس الطوائف الأخرى، لمجرد أنه يوجد بها ترتيلة أو عِظة حلوة، ولكن فى المقابل لا يوجد لدى هذه الكنائس كهنوت، أو اعتراف، فبدأ الكهنة الأقباط ينتهرون ويحرمون كل ابن من أبناء الكنيسة القبطية يذهَب إلى كنائس الطوائف الأخرى، الأمر الذى أدى لترك البعض الكنيسة القبطية لأن هناك خدمات تقدمها الكنيسة الكاثوليكية غير موجودة فى الكنيسة القبطية، وهناك وعظ وترتيل تقدمه الكنيسة الإنجيلية غير موجود فى الكنيسة القبطية.
وخلال تلك المرحلة، حسب الموقع الأرثوذكسى، لم تقم الكنيسة بأى دور سوى مهاجمة الطوائف الأخرى وحرمان كل من يذهب إليها إلى أن ظهر «حبيب جرجس» وأسس «مدارس الأحد» وأصدر كتباً للرد على الطوائف الأخرى أبرزها «الصخرة الأرثوذكسية»، إلا أن كهنة الكنيسة القبطية فى ذلك الوقت حاربوا «حبيب جرجس» وقاوموا «مدارس الأحد» على أساس أنها بدعة بروتستانتية.
«جرجس» غيّر خطة الكنيسة القبطية لمواجهة الطوائف الأخرى بـ«مدارس الأحد».. و«المجمع المقدس» يواجه «اللاطائفية» بمؤتمرات عن العقيدة والتحذير من خطورتها
وبعد ثلاثينات القرن الماضى بدأت عملية صحوة داخل الكنيسة الأرثوذكسية، فرأت ما تتميز به الكنائس الأخرى وتجذب به أبناءها وتقوم بعمله داخلها، فاهتمت بالتعليم ودربت الكهنة ونافست الكنيسة الكاثوليكية فى فتح المدارس والمستشفيات والملاجئ وتحويل خطابها لخطاب محبة، وواجهت البروتستانت بتمصير الألحان والتراتيل وإقامة المهرجانات وتطوير التعليم الكنسى وإلقاء العظات الدينية، وإقامة الأنشطة المختلفة للشباب القبطى داخل أسوار الكنائس، وإقامة دروس دينية لشرح الإنجيل، وإنشاء قنوات تليفزيونية تنافس البروتستانت وآخرها إطلاق قناة كوجى للأطفال التى يشرف عليها الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة.
ولم تكتف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتلك الإجراءات بل أقامت المؤتمرات الخاصة بالعقيدة للكهنة والشعب القبطى لتفنيد الأمور الخاصة بالعقيدة وآخرها المؤتمر الذى عقدته لجنة الإيمان والتعليم والتشريع بالمجمع المقدس للكنيسة برئاسة الأنبا موسى، أسقف الشباب، خلال الفترة من 26 إلى 30 سبتمبر الماضى، فى بيت مارمرقس بمنطقة العجمى فى الإسكندرية، وذلك فى نسخته السادسة عشرة، الذى حمل عنوان «الثالوث القدوس وقضايا لاهوتية معاصرة»، وتناول موضوع الثالوث، ووراثة الخطية الجدية، ومفهوم الشر، وبدعة تأليه الإنسان، واللاطائفية، إلى جانب ندوة نقاشية حول موضوع العذراء فى العقيدة الأرثوذكسية، وحاضر فيه عدد من أساقفة الكنيسة والكهنة والخدام والمتخصصين منهم «الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، والأنبا موسى أسقف عام الشباب، والأنبا رفائيل سكرتير المجمع المقدس وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، والأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وتوابعها، والأنبا زوسيما أسقف أطفيح»، فضلاً عن عدد من الكهنة، منهم «القمص داود لمعى، والقس بولس جورج، والقس إبراهيم عازر، والقس بافلى موريس».
«تواضروس» فى مرمى هجوم الحرس القديم والاتهام بـ«كثلكة الكنيسة» بعد رفع شعار «الوحدة» بعد زيارة الفاتيكان
وواصلت الكنيسة خلال هذا المؤتمر ما بدأته منذ سنوات بالهجوم على مفهوم «اللاطائفية»، الذى اعتبرته فى مقالات وعظات لعدد من كبار أساقفة الكنيسة الخطر الداهم على العقيدة والأقباط، وأن هذا المفهوم اخترعته الطوائف الأخرى فى ستينات القرن الماضى، بعد مواجهة الكنيسة الأرثوذكسية لهم فى الأسلوب الذى اتبعوه لجذب الأقباط، وحسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت، بدأت الطوائف الأخرى تتكلم مع الأقباط الأرثوذكس على أن «المسيح الواحد»، واتخذوا مبدأ هو «عدم مهاجمة الأرثوذكس مرة أخرى أبداً، وحتى إذا هاجمنا الأرثوذكس لن نَرُد، فيكون ظاهراً للجميع أننا الطائفة الأكثر أدباً وأنهم الطائفة التى تُهاجِم وتُعادى»، ويقول الموقع إن الطوائف الأخرى: «كانوا يريدون أن يضعوا الكنيسة الأرثوذكسية فى مأزق، فالكنيسة الأرثوذكسية أم تخسر أبناءها وتريد أن تحافظ على أولادها، لذلك فهى دائماً تكشف خداع تعاليم الطوائف الأخرى حتى تحافظ على أولادها، بينما الطوائف الأخرى اتخذت مظهر الحمل الوديع المسكين بقولهم: «نحن نحبكم! فلماذا لا تحبوننا أنتم»؟».
وحدد الموقع سمات مفهوم «اللاطائفية» الذى وصفه بأنه يجرد الأقباط من الهويَّة والشخصية الأرثوذكسية، محذراً من نشر البروتستانت لاجتماعات البيوت لمناقشة الكتاب المقدس والعقيدة، مشيراً إلى أن اللاطائفية تعنى التطور من مرحلة التصادم إلى مرحلة الاحتواء والاحتلال النفسى.
«بيشوى» يقود حرب «حماية الإيمان» بـ«الكتب وتفنيد التعاليم الخاطئة» ويتهم «الإنجيلية» بـ«التخطيط لتحويل الأرثوذكس إلى بروتستانت بدعم أمريكى»
وشهد أحد مؤتمرات العقيدة التى تنظمها الكنيسة، هجوماً على الكنيسة الإنجيلية من قبل الأنبا بيشوى، مطران كفر الشيخ ودمياط والبرارى، وهو المؤتمر الذى أقيم عام 2009 بدير الأنبا آبرام فى الفيوم، وحمل عنوان: «محاولات الغزو الطائفى (أنواعه - أبعاده - وكيف نواجهه؟)»، وذلك بتأكيده وجود خطة إنجيلية تم وضعها تهدف إلى تحويل الأرثوذكس إلى بروتستانت خلال 20 عاماً بدعم أمريكى، وأن لديه نسخة من تلك الخطة، كما اتهم خلال المؤتمر الأنبا موسى، أسقف الشباب «مدارس السلام الأمريكية» بالضلوع فى المؤامرة الإنجيلية، مؤكداً أن هذه المدارس تشارك فى مخطط كبير وتقوم بنشاط رياضى وترفيهى لاستقطاب الشباب الأرثوذكسى وتشجيعهم بمبالغ مالية ضخمة من أجل الحضور، ومن ضمن هذه الخطط تعليم المدرسين تدريس الدين المسيحى بهدف التبشير بمذهبهم.
يذكر أن الأنبا بيشوى يحمل شعار «حماية الإيمان الأرثوذكسى» عبر إصدار الكتب التى تفند الانحرافات العقائدية فى كتب بعض رهبان وقساوسة الكنيسة.
واعتمد البابا الراحل شنودة الثالث وقتها خطة لمواجهة هذا الغزو الإنجيلى عبر مراجعة كل إبراشية لوعاظ الكنائس أو المنازل التابعين لها، وقيام كل أسقف بعمل حصر للأقباط الأرثوذكس، وتحديد الأسر التى خرجت عن الإيمان الأرثوذكسى، ومحاولة استردادهم.
«الكواكرز» و«العهد الجديد» و«سينتولوجى» و«يسوع يكره التدين» جماعات وحركات مسيحية لجذب الشباب القبطى بمهاجمة الكنيسة
وقد شهدت الكنيسة الأرثوذكسية، فى عهد البابا شنودة، مقاومة للانحراف والترويج للطوائف الأخرى ومخالفة تعاليمها، وأقام البابا العديد من المحاكم لرهبان وقساوسة وأساقفة، انتهت بالشلح والإبعاد للأديرة وخروجهم من الكنيسة، منهم الدكتور جورج حبيب بباوى، مدير معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليريكية الأرثوذكسية بالقاهرة، الذى مُنِع من التدريس فى الكلية سنة 1983، وتم عزله من الكنيسة عام 2007 فى جلسة طارئة للمجمع المقدس، وحنين عبدالمسيح، الذى ترك الكنيسة الأرثوذكسية عام 1997، والذى يصف عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية بالعبادة الوثنية المتوارثة عن الوثنية الفرعونية، وجماعة عاطف عزيز ميخائيل، الشماس السابق بالكنيسة، الذى كوّن جماعة «العهد الجديد»، تضم إلى جانبه راهباً وعدداً من العلمانيين، وقرر البابا شنودة عزلهم عام 2002 من الكنيسة، وحذر الأقباط من الانخداع فيهم أو التعامل معهم بأى صورة، والراهب دانيال البراموسى، الذى تم تجريده من رتبته الرهبانية، وعاد إلى اسمه العلمانى «إدوار إسحق».
كما واجه البابا شنودة شخصياً كتابات الأب متى المسكين، أشهر رهبان الكنيسة فى القرن العشرين، الذى دخل فى خلاف شديد مع البابا الراحل، وحذّرت الكنيسة من 48 كتاباً له تحتوى على أخطاء عقائدية، وقد ناقَشها البابا الراحل شنودة الثالث فى مجموعة «اللاهوت المقارَن» (فى سبعة كُتَيّبات)، وتمت إعادة نشرها مع ردود أخرى فى كتاب «بِدَع حديثة» للبابا شنودة.
كما قرر البابا شنودة إبعاد اثنين من الأساقفة عن مناصبهما بسبب مخالفتهما لتعاليم الكنيسة وهما: الأنبا إيساك، الأسقف العام بسبب كتبه التى اُتهمت باحتوائها على أخطاء عقائدية، وأبعد إلى الدير، ولم يعُد إلى الخدمة إلا بعد تولى البابا تواضروس الثانى الكرسى البابوى، حيث كلفه بمساعدة الأنبا باخوميوس فى البحيرة، ورئاسة دير الأنبا مكاريوس السكندرى، وكذلك الأنبا متياس، أسقف المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، الذى قدم استقالته من الكنيسة وسافر إلى أمريكا، ومنعت الكنيسة توزيع كتبه وعظاته بسبب أخطائه العقائدية ونشره الفكر البروتستانتى.
وأبرز صراع عقائدى خاضه البابا شنودة كان مع «ماكس ميشيل» المعروف بالأنبا ماكسيموس الأول، الطالب السابق بالكلية اللاهوتية بالكنيسة فى مصر قبل أن يسافر إلى أمريكا، وينال درجة الأسقفية (وهو متزوج) من أساقفة منشقين على الكنيسة الأرثوذكسية باليونان، والذى قاد أول انشقاق على الكنيسة الأرثوذكسية، وأنشأ كنيسته، وأعلن الكثير من المبادئ المخالفة لتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، أهمها إباحة الطلاق بغير علة الزنى.
وفى عهد البابا تواضروس، الذى تولى الكنيسة فى 2012، رفع شعار الوحدة، فأسس مجلس كنائس مصر الذى يضم الطوائف الخمس الكبرى وهى «الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذكس»، وقام بتبادل الزيارات مع رؤساء الطوائف الأخرى، وكانت أولى زيارته الخارجية إلى الفاتيكان وهناك وعد بدراسة الاعتراف المتبادل بـ«المعمودية» بين الكنيستين، وهى أحد أسرار الكنيسة السبعة، ورغم تحمس البابا تواضروس لذلك إلا أن دعوته قوبلت بالرفض من قبل بعض الأساقفة المتشددين، بل خرجت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض الحركات القبطية التابعة لبعض الأساقفة يتهمون البابا بالسعى لكثلكة الكنيسة فى إشارة إلى الكنيسة الكاثوليكية، لينتهى الأمر عند ذلك، وحينما زار البابا السويد وصلى مع رئيسة الكنيسة اللوثرية السويدية، وحضر أيضاً مجمع الكنيسة السويدية، خرجت الانتقادات للبابا بالصلاة خلف البروتستانت ومع سيدة وقادت حملة هجوم عنيفة ضده.
وواجه البابا خلال الأعوام الماضية الاتهامات التى كانت تطال دير سمعان الخراز بالمقطم واحتوائها على اجتماعات بروتستانتية بأن عين أسقفاً لكنائس المقطم ومنع تلك الممارسات، كما واجه انتشار جماعة عاطف عزيز المعروفة بكنيسة العهد الجديد التى بدأت تنشط فى أمريكا وتجذب أقباط المهجر إليها وتسبب فى استقالة أول كاهن بالمهجر هو القمص ببيشوى أندرواس، كاهن كنيسة مارمرقس بالعاصمة الأمريكية واشنطن التابعة للبابا شخصياً، وهدد أساقفة الكنيسة فى أمريكا بحرمان أى قبطى يحضر اجتماعات تلك الجماعة الخارجة عن إيمان الكنيسة، كما عقدوا المؤتمرات للتوعية بخطورة اللاطائفية والإلحاد، كالمؤتمر الذى عقد خلال شهر أكتوبر الحالى للشباب القبطى الناطق باللغة العربيه بعنوان «ضد التيار» فى جنوب كاليفورنيا، وحضره الأنبا سيرابيون مطران لوس أنجلوس، والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا أبراهام الأسقف العام والمشرف على خدمة الشباب الناطق باللغة العربية.
كما تقدم القس أندراوس إسكندر، كاهن كنيسة مارجرجس بدمنهور باستقالته من الكهنوت بعد محاكمته كنسياً لاتهامه بالترويج للكنيسة الإنجيلية، فيما تصدى الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، لعدد من رهبان الكنيسة ووجه لهم اتهامات بالهرطقة وترويج تعاليم تخالف الكنيسة وأصدر ردوداً على كتاباتهم، وأبرزها «مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية» التابعة لدير البراموس وتضم فى عضويتها عدداً من أساقفة الكنيسة، التى اتهمتها لجنة الإيمان والتعليم والتشريع بالمجمع المقدس بارتكاب أخطاء تعليمية ولاهوتية، ورفعت ضدها تقريراً للبابا تواضروس، الذى قرر عقد مؤتمر لمناقشة أزمة المراكز التعليمية فى الكنيسة وخرجت بتوصيات، منها تشكيل لجنة لحصر وتقنين المراكز التعليمية فى الكنيسة وضبط إيقاعها وكيفية إدارتها تحت المظلة الكنسية.
وكان الراهب بيجول السريانى، السكرتير السابق للبابا تواضروس الثانى لشئون المهجر، قد حذر من مجموعات تدعى أنها طوائف مسيحية فى مصر، ويتم تسجيلها فى وزارة التضامن الاجتماعى على أنها جمعيات خيرية تابعة لمؤسسات أجنبية تهدف للسلام الاجتماعى والأنشطة الثقافية، ومنها على سبيل المثال «جماعة الكواكرز»، وهى جماعة ليست لها دين، وطريقتهم هى ممارسة الصمت فقط فى جلسات صمت، وفى اعتقادهم أنه بالصمت يتعرف الإنسان على الطاقة (الروح) الداخلية، ويمكن أن يكون من أى ديانة أو أى عقيدة ولكنهم فى الظاهر يدعون أنهم مسيحيون، بالإضافة إلى «جمعية العلم المسيحى» أو «سينتولوجى».
وسبق للبابا تواضروس خلال لقاء مع كهنة القاهرة أن حذر من جمعية نشأت مؤخراً بمنطقة أرض الجولف بمصر الجديدة، حملت شعار «يسوع يكره التدين»، تعمل على إقناع الشباب البعيد عن الكنيسة، الذى لا يتمتع بمعرفة إيمانية، بأن الله يكره الطقوس الكنسية والممارسات الدينية، وسلطة رجال الدين، مؤكداً أن ذلك التعليم لا أساس له من الصحة.
وإذا كانت كل تلك الصراعات عقائدية، فإن صراعاً إدارياً نشب بين الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأسقفية، على خلفية حكم المحكمة الإدارية العليا فى 25 يونيو الماضى، برفض الدعوى التى أقامها المطران منير حنا، بصفته ممثلاً للكنيسة الإنجليكانية (الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا)، تحت رقم 17889 لسنة 60 ق ضد رئيس الجمهورية ووزارة الداخلية ورئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، مطالباً بوقف تنفيذ وإلغاء القرار الصادر من وزير الداخلية بعدم الاعتداد بالطائفة الإنجليكانية (الكنيسة الأسقفية) مستقلة عن الطائفة الإنجيلية، بحسبان أن الطائفة الإنجليكانية لها شخصيتها المستقلة، مما دفع الطائفة الإنجيلية لإصدار بيان يؤكد تبعية الكنيسة الأسقفية لها، وأنها أحد مذاهبها ولا تتمتع بالشخصية المستقلة، إلا أن الكنيسة الأسقفية رفضت ذلك معلنة مواصلة التقاضى بعد تغيير صفته إلى رئيس أساقفة الكنيسة فى مصر والشرق الأوسط، مشيرة إلى خلافات عقائدية تحول بينها وبين الانضمام للطائفة الإنجيلية، واتهم حنا الطائفة الإنجيلية باغتصاب كنيسة تابعة للأسقفية فى الإسماعيلية.