طلاب القاهرة فى جامعات الجنوب: الدراما خوّفتنا من الصعيد
طلاب وطالبات قاهريون فى جامعة قنا اكتشفوا أن الصعيد مختلف عن الدراما
دأبت الدراما، من مسلسلات وأفلام، على تقديم صورة المغتربين على أنهم المقبلون فقط من محافظات الصعيد إلى المحروسة، ولكن هناك وجهاً آخر للمغتربين هم الذين فرض عليهم القدر السفر من القاهرة ومحافظات الوجه البحرى إلى الصعيد، إما من أجل الدراسة أو العمل.
«محمود»: كنت أعتقد أن الصعيد عقاب إلهى لأننى لم أحصل على مجموع كبير.. «نوران»: كنت فاكرة إنى هروح الجامعة بعباءة فضفاضة.. و«سعيد»: دول طلعوا غلابة قوى
الأخطاء فى العمل، أو التكدير من جانب المديرين، تستوجب النقل إلى الصعيد، الحصول على مجموع أقل فى الثانوية العامة يدفع ببطاقات الترشيح إلى الجامعات الجنوبية، ورغم أن المجتمع يفرضها كنوع من العقاب فإن حياة القاهريين وسكان الوجه البحرى فى الجنوب ليست بالصورة القاتمة التى يظنها البعض.
محمود حسين، طالب بالفرقة الأولى بكلية الأسنان جامعة قنا، جاء من محافظة القاهرة ليستكمل دراسته الجامعية فى الصعيد، شعر فى البداية بخوف شديد من الحياة فى الجنوب، وظن أن حظه العاثر هو الذى قاده إلى هذا المصير، لكن العكس هو ما حدث بعد أن توجه بالفعل إلى قنا: «كنت فاكر فى الأول إن الصعيد منفى والحياة فيه قاسية، وإن اللى حصل لى عقاب إلهى لأننى لم أجتهد فى دراستى، وبعد مرور شهر تغيرت تلك الصورة تماماً، فأبناء محافظات الجنوب مثل سوهاج وقنا والأقصر وأسوان أشخاص طيبون وليسوا متحفظين لدرجة الانغلاق». الدراما هى السبب الأول فى رسم تلك الصورة الحادة عن الصعيد لدى «محمود» بحسب قوله: أبناء الصعيد مثل القاهريين، ودراما مثل «الجزيرة» و«حدائق الشيطان» هى السبب فى تلك الصورة المشوهة. من محافظة الدقهلية إلى جامعة قنا، جاء سعيد إبراهيم، ليدرس فى كلية العلوم، فى البداية شعر بصدمة، لكن بعد مرور عام عليه فى الصعيد، اكتشف أن أهل الصعيد «غلابة»، وأن قلة منهم استغلوا بعض العادات القاسية لتقديم صورة مشوهة عن المجتمع فى الدراما لضمان جذب المشاهدين، والتربح من وراء ذلك: «للأسف تأثير ذلك على الصعيد كان سلبياً، بداية من الإهمال والتخلف، فضلاً عن غرس أفكار غير صحيحة عنه». نوران أحمد جاءت من الإسكندرية إلى قنا، فكرت فى تغيير نمط ملابسها والاحتشام خوفاً من عادات الصعيد لدرجة أنها كانت تعتقد أنها ستضطر إلى ارتداء عباءات فضفاضة: «الموضوع ده عادى جداً، بنات الصعيد بيلبسوا لبس شيك بس محترم، مش عبايات زى ما كنت فاكرة، لكن أكتر ميزة فيهم إنهم طيبين، على عكس الشر اللى شفته فى الدراما الصعيدية».
الحال نفسه بالنسبة لسلمى حمدى، التى جاءت أيضاً من الإسكندرية: «فى المسلسلات يبان إن الصعيد مافيهوش تعليم للفتيات وملىء بالقتل والثأر والسلاح، ولكن هذا غير صحيح، نسبة الفتيات الصعيديات فى كلية الإعلام تتجاوز الـ50%، وده دليل على تطور فكر الفتيات هنا». أما مصطفى حسين، الذى جاء من القاهرة لدراسة الإعلام فى قنا، فعبّر عن استمتاعه بنمط حياته فى قنا مقارنة بالقاهرة، حيث لا يوجد زحام أو تلوث أو ضوضاء، مؤكداً أنه فى بداية التحاقه بالكلية كان يعتقد أن الصعيد كله سيكون عبارة عن قتل، وعادات وتقاليد قاسية.
طلاب وطالبات قاهريون فى جامعة قنا اكتشفوا أن الصعيد مختلف عن الدراما