بروفايل| ميشال عون.. من المنفى إلى القصر الرئاسي اللبناني
عون
بين الجيش اللبناني ومقاومة نيران الحرب الأهلية والسير بين ألغام السياسة، تنوعت حياته الصاخبة ودوره بالبلاد التي أصبح علما مميزا فيها، إلى أن تم نفيه بفرنسا لـ15 عاما، ولكن لم يزعزع ذلك من ثوابته وطموحه ورغبته القوية في قيادة لبنان، ففور عودته إليها أسس حزب "التيار الوطني الحر"، ويصبح أحد السياسيين المحنكين وينال دعم قوى " آذار" وحزب الله بشدة طوال عامين ونصف، إلى أن تم تقليده، اليوم، رئيسا للجمهورية اللبنانية.
ميشال عون.. لم يكن المولود في 18 فبراير 1935، في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروتغرد، أنه سيكون الرئيس اللبناني الثالث عشر ولمدة 6 أعوام مقبلين، بعد التحاقه بالمدرسة الحربية عام 1955 حيث تخرج في 1958 ضابطا مدفعيا، وشارك في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا1958، وحصل على دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، في 1980 ومنح على إثرها رتبة "ركن"، ثم عين رئيسًا لأركان قوات الجيش المكلفة بحفظ الأمن في بيروت، وفي 23 يونيو 1984 عين قائدا للجيش.
"الجنرال".. لقبا أطلقه مؤيدوا "عون" والمؤمنون بحركته السياسية، بعد أن دخل في مواجهات دامية مع الجيش السوري في لبنان ثم مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وفي عام 1988 ترأس الحكومة الانتقالية بمرسوم من الرئيس أمين الجميل في اليوم الأخير من ولايته، لم يتنازل عنها رغم توقيع وثيقة الوفاق الوطني، وتنصيب إلياس الهراوي رئيسا للبنان، وهو ما دفع الجيش اللبناني بقيادة العماد إميل لحود ودعم الجيش السوري بقصف قصر "بعبدا" الذي يمكث فيه عون، فما أرغمه على الخروج منه ومن ثم تم نفيه إلى فرنسا عام 1991.
وفي 2005، انتهت فترة نفي الرئيس الثمانيني بصدور عفو قضائي، وعاد إلى بيروت محملا بالطموحات والأحلام ليؤسس "التيار الوطني"، الذي نفذ منه إلى البرلمان، وبعد عام وقع وثيقة تفاهم مع حزب الله الذي بموجبه انضم إلى تحالف "8 آذار"، وخاض من خلاله عددا من المعارك السياسية في مواجهة فريق "14 آذار" من رموز المقاومة بقيادة سعد الحريري، ومن ثم ترأس كتلة التغيير والإصلاح بالبرلمان وحقق من خلالها مكاسب قوية.
قوته البرلمانية والسياسية، حسنت من علاقته مع سوريا وألتقى بشار الأسد في 2008، وإيران أيضا، ويُعرف عنه أنه عصبي المزاج وحاد الطباع، لاسيما مع الصحافيين، فقد انفجر في العديد من المرات غاضباً بوجه أسئلة وجهت إليه من قبل الصحافة، على حد ما أروده موقع "العربية".
ومع نهاية ولاية ميشال سليمان، الرئيس اللبناني السابق، في مايو 2014، كان ميشال هون هو الاسم الأبرز والمرشح الأقوى لولايته، إلا أن سعد الحرير رئيس تيار المستقبل الذي يتزعم تحالف "14 آذار" تصدى له طوال عامين ونصف، حيث دعم سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية"، ثم سليمان فرنجية رئيس "تيار المردة " لرئاسة الجمهورية اللبنانية.
وعلى مدار 45 جلسة، في 29 شهرا، لم يتمكن البرلمان اللبناني من اختيار مرشحا يحظى باتفاق حزبي، إلى أن أعلن الحريري تراجعه عن موقفه وتأييده لعون أخيرا لينهي الشغور الرئاسي والأزمة الحالية، وتمكن المرشح ميشال عون، والرئيس الأكبر في تاريخ لبنان، حيث يبلغ 81 عاما، اليوم، بعد 4 جولات، بالفوز برئاسة الجمهورية اللبنانية بـ65 صوتا.