«شطورة».. مسرح جرائم الخطف
«ميرفت.. نسمة.. وفاء» تختلف الأسماء والأعمار والصفات، ويبقى التعرض للخطف هو القاسم المشترك بين تلك الفتيات اللاتى ينتمين لقرية واحدة هى قرية شطورة بمحافظة سوهاج التى تحولت مؤخراً إلى مسرح مفتوح لجرائم الخطف والسطو المسلح والسرقة بالإكراه، مما دفع الأهالى إزاء صمت الشرطة إلى قطع الطرق وإشعال النار فى السيارات وتعطيل خطوط السكة الحديد.
«رعب، فزع.. ترقب» تلخص هذه الكلمات حال القرية التى هى واحدة من أكبر قرى مركز طهطا، ولم تعُد تذكر فى صعيد مصر «الجوانى» إلا مقترنة بحكايات الخطف وأسرارها، لدرجة أن التقديرات الرسمية تقدر عدد الضحايا بـ5 حالات خلال أسبوعين.
لكن «ميرفت» أشعلت الموقف داخل القرية التى خرجت عن بكرة أبيها تبحث عن الفتاة المخطوفة، وقاموا بقطع طريق أسوان - القاهرة الزراعى، وقطع خط السكة الحديد، وإضرام النار فى إطارات السيارات، وتعطيل القطارات.
«طيب.. وبعد ما نسكت إيه النتيجة؟» يبرر بهذا التساؤل محمود محفوظ، مأمور ضرائب وأحد أبناء القرية، رد فعل الأهالى، ويصف الوضع بـالخطر الذى يجب عدم السكوت عليه، «لا بد من إيجاد حل لعمليات الخطف التى تحدث كل يوم، نعيش فى رعب، لا بد من محاسبة المقصرين والمتسببين فى الانفلات الأمنى».
وفى غاية الغضب يتابع: عملية اختطاف «ميرفت» ليست الواقعة الأولى ولن تكون الأخيرة، سبقها عدد من الحالات، من بينها اختطاف طالبة بالصف الثانى الثانوى الأزهرى تدعى «نسمة» وظل أهل القرية يبحثون عنها فى كل مكان، وفى صباح اليوم التالى فوجئ والدها باتصال من القاهرة يخبره بالعثور على ابنته، وبعدها بأيام قليلة وبنفس الطريقة، كانت هناك سيدة متوجهة لمستشفى أسيوط، وأثناء وقوفها على طريق أسوان - القاهرة الزراعى، توقف تاكسى بداخله سيدة سألتها: أنت رايحة فين؟، أجابت الزوجة: متجهة لأسيوط، قالت لها: تعالى إحنا رايحين أسيوط، وعندما استقلت الزوجة التاكسى معهم، قامت السيدة المرافقة للسائق بإعطائها مشروباً، وبعدها لم تفِق الزوجة إلا فى القاهرة.
«الست دى رجعت لكن وفاء لسه» يضيف «محفوظ» ثائراً، هناك فتاة مخطوفة لم تتم إعادتها حتى الآن وتدعى «وفاء» كما تم اختطاف طفل عمره 9 سنوات وهو نجل شخص يدعى «محسن البعرورى».
«أهالى قرية شطورة لا يحبون العنف أو قطع الطرق ولكن تكرار عمليات الخطف التى تحدث بشكل دائم، جعل أهالى القرية يهبون لنجدة بناتهم وأعراضهم» هكذا يتحدث محمد على أحد أبناء القرية، ويؤكد: «وقطع الطريق بيجيب نتيجة لأن ميرفت رجعت»، ولذلك «سيتم اختيار مجموعة من الشباب لحراسة القرية طالما أن الأمن لم يعُد قادراً على حماية المواطنين».