أول يوم حضانة
صورة أرشيفية
«ثلاثة أشهر».. مدة عدّتها الحكومة كافية لتقضيها الأم العاملة لرعاية طفلها ثم تستأنف عملها مرة أخرى، وفقاً للمادة 91 من قانون العمل بند تشغيل النساء، والتى نصت على: «للعاملة التى أمضت عشرة أشهر فى خدمة صاحب عمل أو أكثر الحق فى إجازة وضع مدتها تسعون يوماً بتعويض مساوٍ للأجر الكامل تشمل المدة التى تسبق الوضع والتى تليه، بشرط أن تقدم شهادة طبية مبيناً بها التاريخ الذى يرجح حصول الوضع فيه».
بعد انقضاء الثلاثة أشهر اضطرت «د. خ» إلى العودة للعمل الذى لا غنى عنه لمواكبة غلاء المعيشة الذى يرتفع سقفه يوماً بعد الآخر، وفى الوقت نفسه يكاد رأسها ينفجر ودموعها لا تهدأ خوفاً على طفلها، وأين ستتركه، وكيفية إرضاعه بشكل طبيعى، ومَن سيتحمل مسئولية رضيع يحتاج إلى «بال طويل» للتعامل معه. «الحضانة».. الحل السحرى الذى اهتدت إليه «د. خ» وتسير عليه كثير من النساء فى الوقت الحالى، وغالباً ما تكون إلى جانب مقر عملهن، خاصة أن معظم أماكن العمل لا تطبق المادة 96 من قانون العمل الملزمة بإنشاء حضانة بمكان العمل.
بعد الاهتداء إلى فكرة الحضانة، يبدأ الصراع النفسى داخل وجدان الأم التى تخشى مفارقة رضيعها لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً، حتى يأتى موعد اليوم الأول له بالحضانة الذى يزداد فيه إحساسها بالتقصير فى حقه، وقد تطور الأمر معها إلى «اكتئاب».
من جانبه، يوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، كيفية الاستعداد النفسى الذى لا بد أن تخضع له «د. خ» حتى لا تكتئب نتيجة صراع العاطفة مع المنطق الذى يتزايد بداخلها، على حد وصفه.
يرى الدكتور جمال فرويز أنه على الأم أن تواجه ما يدور بداخلها بالمنطق، الذى يقول إن نمط الحياة الطبيعية بأنه لا بد وسيأتى يوم يذهب فيه الطفل إلى الحضانة والمدرسة ويلتحق بالجيش وكل تلك الأمور الطبيعية التى تحدث بعيداً عن الأم، لأنه التطور الطبيعى للطفل ولأسرته، كما أنه عليها أن تعى لغة المصالح بأنها لن تستطيع ترك عملها.
ويشير «فرويز» إلى أن إلحاق الطفل بالحضانة منذ الصغر يجعله شخصية مستقلة واجتماعية، يعتاد على وجود الناس من حوله وتمهيد جيد جداً للمدرسة، فعندما تُسمع الأم هذه الفوائد لنفسها سيهدأ من وقع ترك الطفل لمدة ساعات العمل عليها.