حد يعيش بـ«388 جنيه»؟
إبراهيم
يسير فى الشوارع هائماً، لا يعرف إلى أين يتجه، يُفكر طوال سيره فى «حسبة برمة»، حسبة معقّدة لا حل لها، كيف يكفى معاشه الذى يُقدّر بـ388 جنيهاً شهرياً مصاريف أسرته؟، يدخل يميناً ثم يساراً، وما زال عقله شارداً.
هكذا حال «إبراهيم محمد»، 65 عاماً، يجوب الشوارع محدثاً نفسه دون جدوى: «الأسعار غالية، وأنا راجل مريض، محتاج أجيب أدوية للقولون والمرارة والكلى، عندى مشاكل صحية، مش قادر أتعالج، لأنى مش معايا تمن الدوا»، معاشه لا يكفى الأكل والشرب، باقى مصاريفه من أصدقائه الذين لم يتخلوا يوماً عنه: «كنت شغال فى الأول سواق وأصحابى اللى على علاقة بيا لغاية دلوقتى بيساعدونى».
أكثر ما يؤلم الرجل هو عدم قدرته على الإيفاء بمصاريف ابنته الطالبة فى الصف الرابع الابتدائى: «أنا ممكن ماتضايقش لأنى مش لاقى أجيب الدوا، إنما باتقطع من جوايا لما أشوف بنتى رايحة المدرسة بشنطة مقطوعة، مش عارف أعمل إيه.. ياريت بإيدى حاجة».