«أبو الريش» مش بس مستشفى وميدان.. ده ولىّ وله كرامات
مقام أبو الريش
لا يملك زوار «أبو الريش» القاهرى الكثير من الكلمات ليقولوها أمام عبد الله الصالح الراقد أسفل أقدامهم، أكثرهم يرى المقام -الذى يحمل اسماً قصيراً للغاية «سيدى محمد السدى الشهير بأبى الريش»- للمرة الأولى خلال زياراتهم لعلاج أبنائهم بالمستشفى الشهير الذى يحمل اسم ولى الله، يدخلون على عجل لقراءة الفاتحة، بعضهم يضع يديه على زجاج المقام برجاء صامت لخالق صاحب المقام، كثيراً ما تصاحبه دموع وأمنيات أكثرها بالشفاء والصحة لهم ولأبنائهم.
عدد غير قليل من أولياء الله الصالحين والعارفين به يحملون اسم «أبو الريش» أشهرهم ذلك الراقد بمدينة دمنهور ويقصده الكثير من محبى آل البيت «عطية أبوالريش»، أما «السدى» الراقد فى القاهرة فلا يعلم عنه زواره وجيرانه سوى أنه رجل صالح من أولياء الله الصالحين، حسن قاسم، أحد زوار المقام والمهتم بسير الأولياء حاول البحث عن أية معلومات سواء على شبكة الإنترنت أو كتب الصوفية أو حتى داخل المقام، فلم يستدل على شىء مثله مثل كثيرين من الأولياء فى القاهرة، لا يصل المهتمون إلى شىء منهم سوى أسمائهم فقط، يقول حسن «لم يرد للرجل ذكر بحسب بحثى سواء فى بعض الكتب القديمة كالخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك، والمعلومات الواردة مجرد أسماء وعناوين فقط للمقامات الخاصة بهم». سيرة مفقودة ومعلومات غائبة مثلت مبرراً كافياً لأهل المنطقة من أجل ابتكار سيرتهم الخاصة حول الرجل الذى يحمل ميدان أبوالريش ومستشفى الطلبة الجامعى اسمه، ليتحول إلى أيقونة، ينسب لها أهل المنطقة والقائمون على رعاية المقام الكثير من الكرامات والأساطير، البداية مع حارسة المقام الثمانينية، تقيم بالغرفة المجاورة له، لم تعد تذكر الكثير عن نفسها أو عن المقام، لذا تتكفل بناتها وأزواجهن برواية القصة، على محمد، الشهير بـ«أبو كريم» زوج ابنتها يروى «المقام كان موجود فى شارع السد الذى أخذ اسمه عن اسم الرجل (السدى) لكن والد زوجتى استأذن المسئولين فى بناء المقام الحالى على نفقته الخاصة ونقله إلى الميدان الذى يحمل اسمه الآن»، رواية غير مؤكدة يتداولها أهل المنطقة بدورهم فضلاً عن مجموعة من الأساطير فـ«السدى» و«أبوالريش» و«الأستاذ» جميعها ألقاب للولىّ المجهول الذى يقسم «أبوكريم» أن ثمة بخوراً وروائح طيبة تصدر عن مقامه كل خميس، «مش كدب ومش تهويل» يقولها بحسم، نافياً عن نفسه الكذب، مشيراً إلى أن أشهر كرامات الرجل فى اجتماع المحبين حوله «كان صالح لذلك ربنا بيلم الناس عليه يقروا له الفاتحة ويذكروا الله بسببه، آباؤنا وجدودنا فضلوا سنين طويلة يقيموا له حضرة كل يوم سبت، لكن ماتوا واحد ورا التانى ومابقاش لأبوالريش حد يردد الأذكار والأوراد جنبه، غير زواره اللى بيقعدوا دقايق ويمشوا».