«أورام المنصورة»: 117 ألف مريض سنوياً يعانون نقص الإمكانيات
الأهالى ينتظرون دورهم فى العلاج بمركز أورام المنصورة
زحام شديد يبدأ من 6 صباحاً، يصطف المئات فى طوابير طويلة للحصول على تذكرة دخول، بصعوبة يمكنك العثور على مقعد لتستريح عليه، صالة الاستقبال ممتلئة بالمرضى، ينتظرون دورهم فى الفحص أو التحاليل أو الأشعات، معظمهم يعرف أنه يعانى من «أورام»، يدعون الله من أعماقهم أن يكون الورم المصابون به حميداً، وليس خبيثاً «سرطان والعياذ بالله».
«حجازى»: أورام المصريين تتسم بالشراسة.. ورئيس الجامعة: ننافس المراكز الكبرى
هذا هو حال مركز علاج الأورام بجامعة المنصورة، الذى يخدم قطاعاً كبيراً من سكان محافظات الدلتا وبالمجان، إلا فى القسم الاقتصادى لمن أراد خدمة فندقية، لكن الأساس أن الخدمة بالمجان فى جميع جراحات الأورام، وقد استقبل خلال فترة عام تمتد من أول يوليو 2015 حتى 30 يونيو 2016، ما يقرب من 117 ألف مريض، تلقى ما بين 37 و40 ألفاً منهم علاجهم فى الأقسام الداخلية بالمركز، كما شهد إجراء نحو 4100 عملية جراحية مختلفة.
يوم كامل أمضته «الوطن» داخل مركز أورام المنصورة، الذى بدا على عكس أى مستشفى من المستشفيات الحكومية أو الجامعية، التى لا ترغب إداراتها غالباً فى تجول أى صحفى فيها بحريته، خوفاً من رصد أى تجاوز أو إهمال محتمل، مدير المركز، الدكتور محمد حجازى، دعانا إلى مشاركته جولة المرور اليومى على المرضى فى الأقسام الداخلية، ولم يخش أى ملحوظة قد تظهر، أو سلبية يوجه الطاقم الطبى بإصلاحها.
بدأت الجولة من الدور العاشر، حيث يملأ صوت القرآن الكريم الخافت الأجواء بالهدوء والسكينة، قام «حجازى»، ترافقه «الوطن»، بالمرور على غرف المرضى الذى يقضون فترات النقاهة بعد إجراء العمليات، ليطمئن عليهم ويرصد احتياجاتهم، ويتأكد من حصولهم على علاجهم فى المواعيد المحددة، ويوجه الممرضات لأصغر سلبية يمكن أن تراها عينه، ويرشد الأطباء لتلافى أى ملحوظة، يتلقى الاقتراحات التى فى صالح العمل، وفى المقابل ينظر إليه المرضى بنظرات الرضا.
«هدفنا القضاء على قائمة الانتظار، فنحن لا نقدم خدمة رفاهية، نحن نقدم خدمة أمن قومى»، هكذا بدأ مدير المركز حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً أن الأورام السرطانية هى ثانى أكبر سبب للوفاة فى العالم، وتابع بقوله: «الأورام عندنا فى مصر تتسم بالشراسة، عندما نشارك فى مؤتمرات بالخارج نجدهم يتحدثون عن ورم سنتيمتر أو نصف سنتيمتر، أما نحن فنتحدث عن أورام تزيد على 10 سنتيمترات».
وأوضح أن فكرة إنشاء المركز تعود إلى الدكتور محمد المعداوى، الذى بدأ تنفيذها بالجهود الذاتية ومن خلال جمع التبرعات، وأضاف: «بدأنا العمل فعلياً عام 2004 بعد الانتهاء من إنشاء الدور الأول، نقلنا بعض المرضى من مستشفى الجامعة، واشتغلنا بالإمكانيات المتاحة»، مشيراً إلى أنه «منذ اللحظة الأولى كان الهدف الأساسى هو توفير مكان لمريض الأورام يليق بآدميته».
وقال «حجازى»: «لدينا 5 عيادات تشتغل فى أيام متفاوتة، يتردد عليها ما بين 500 و700 مريض يومياً، وهذا رقم مفزع مقارنة بالبنية التحتية التى تفتقد للكثير من المقومات»، وأضاف أنه يتم حالياً تجهيز وحدة لـ«زرع النخاع» فى الطابق الـ11 من المبنى، بتكلفة تبلغ 36 مليون جنيه، مشيراً إلى أن هذه الوحدة تعطى أملاً لعلاج مرضى أورام الدم السرطانية.
أما مدير العمليات بالمركز، الدكتور عادل فتحى، فقال لـ«الوطن»: «كنا فى السابق نرسل المريض إلى معهد الأورام بالقاهرة، وكان ينتظر دوره للعلاج بالجهاز البروتونى، الذى اشتريناه مؤخراً وموجود حالياً بالمركز، والقطعة التى تستبدل من مريض لآخر تتكلف فى حدود 15 ألف جنيه، وكنا زمان نقول للمريض مفيش لك علاج»، وأضاف: «نستخدم أفضل وأحدث التقنيات فى جراحات المناظير لاستئصال المرىء أو الرحم، وكل آلات المناظير يتكلف الواحد فى حدود 12 ألف جنيه، ومن الممكن أن يحتاج المريض 3 قطع، وكلها يحصل عليها بالمجان»، مشيراً إلى أنه يتم إجراء نحو 150 عملية استئصال رحم فى العام، بالإضافة إلى جراحات استئصال المرىء، التى تمثل نقلة كبيرة فى العلاج، ولكنها مكلفة جداً وتحتاج إلى ميزانيات كبيرة لا يمكن تدبيرها من خلال التبرعات فقط.