مفاجأة: سوق علنى فى أسيوط منها «مضادات للطائرات»
بعض عائلات أسيوط تتفاخر بامتلاكها أحدث الأسلحة
«لا صوت يعلو فوق صوت طلقات الرصاص».. من هذه الكلمات اتخذت العائلات الكبرى فى أسيوط شعاراً لها.
وحسب إحصائية رسمية، فإن محافظة أسيوط تتصدر المشهد فى معدلات بيع وتجارة الأسلحة، على الرغم من الحملات الأمنية لضبط الأسلحة غير المرخصة، وأكد الأهالى لـ«الوطن» أنهم عادة ما يسلمون الأسلحة لقوات الشرطة دون أدنى مقاومة، إلا أنهم يعاودون شراء أسلحة جديدة، حيث يقضى العرف بعدم وجود منزل دون سلاح، لأن قيمة أى عائلة ومكانتها تتحدد من خلال ما تقتنيه من سلاح.
وتحول مركز البدارى، شرق أسيوط إلى معقل من معاقل تجارة السلاح فى الصعيد، حيث تلقى تلك التجارة رواجاً شديداً، خاصة لدى العائلات التى أصبحت تتفاخر باقتنائها أحدث أنواع الأسلحة، حتى وصل الأمر لاقتنائهم مدافع مضادة للطائرات.
«جمال. أ»، مقيم بمركز البدارى، أكد أن المركز يشهد انتشاراً للأسلحة، خاصة الأنواع الحديثة منها، وبات السلاح الآلى هو سلاح الغلابة، أما العائلات الكبيرة التى تمتلك المال فتقبل على شراء الجرينوف و«الآر. بى. جى»، ولم يعد هناك سقف لامتلاك الأسلحة التى تهرب إلى مصر، لأن المشترى جاهز دائماً.
وفى مركز أبنوب اشتهرت قرية «المعابدة» بتجارة وترويج السلاح، خاصة البنادق الأوتوماتيكية الإسرائيلية والأمريكية التى تضرب بنظامى الخزنة العادية والشريط، إلى جانب تحول «جزيرة الواسطى» فى مركز الفتح إلى «مول» لعرض السلاح بجميع أنواعه، ووصل الأمر إلى عرض الأسلحة فى الشوارع وكأنه سلعة عادية غير مجرم تداولها، كما مثلت ليبيا مصدراً لاستيراد السلاح المتدفق على القرى الملاصقة للجبل بمركز منفلوط.
وفى قرية القصير شرق، التابعة لمركز القوصية، تمتلك العائلات كميات هائلة من السلاح، نظراً لوجود العديد من ورش تصنيع الأسلحة المحلية بالقرية، وهو ما أكده «خليفة. ع»، من أهالى القرية، مشيراً إلى أن الأمر لا يحتمل الصمت بعد أن أصبحت الأسلحة فى أيدى الصغار قبل الكبار، والفقراء قبل الأغنياء، الأمر الذى جعل الجميع يحمل السلاح بمجرد حدوث مشاكل ولو بسيطة، لا تستدعى المواجهة، ما يهدد بمخاطر جسيمة على حياة المواطنين، كما أن الخلافات وما يترتب عليها من اشتباكات مسلحة تتسبب فى تعطيل الدراسة بالمدارس.