المفروشات: «الأسعار كل يوم فى زيادة.. محلى ومستورد»
عامل أمام محل مفروشات
أمام محل مفروشات، يقف عدد من الزبائن، يسألون عن الأسعار، كثير منهم يمضى دون شراء، والبعض الآخر يختار ما يحتاجه من مفروشات، ثم يبدأ رحلة طويلة بإبداء الصدمة من الأسعار الجديدة، وتنتهى بفصال طويل لتخفيض سعر المنتج قبل شرائه.
صاحبة محل: التاجر بيخاف يجيب بضاعة سعرها عالى.. وعامل: «الزباين مش بتصدق الزيادة»
يقول عبدالله بيومى (19 سنة)، أحد العمال فى المحل: «الناس معظمها مش بتشترى، ومش عارف ليه طول الوقت الشارع زحمة، بيتفرجوا ويمشوا»، مضيفاً أن كثيراً من الزبائن يبدون صدمتهم من ارتفاع الأسعار، ولا يصدقون أن البضائع زاد سعرها بالفعل، حتى يبدأوا رحلة الطواف على باقى المحلات، وهناك يكتشفون أن الأسعار زادت فعلاً، فيضطرون للشراء بالسعر الجديد، إذا كانوا يحتاجون فعلاً ذلك المنتج، أو يتوقفون عن الشراء وتأجيله لوقت لاحق.
إيمان عبدالحق، مديرة المحل، تقول: «الأسعار كل أسبوع بتختلف عن الأسبوع اللى قبله، وده اللى بكتشفه، لما بروح أجيب البضاعة من المصانع، أو من التجار المستوردين»، مؤكدة أن كل المنتجات سواء المستوردة أو المحلية سعرها فى زيادة مستمرة، بسبب زيادة أسعار الخامات والمنتجات التى يتم استيرادها من الخارج أيضاً. وتضيف: «المستورد موجود والمحلى موجود، بس زيادة الأسعار بقى بتحط التاجر وصاحب المحل فى مخاطرة، لو اعتمد على منتجات سعرها عالى جداً احتمال محدش يرضى يشتريها، والزبون مش قادر يستوعب الزيادة اللى بتحصل، وبيفكر إن صاحب المحل هو اللى بيخدعه»، تؤكد «إيمان» أن حركة السوق لم تعد مضمونة، وأن الناس يبحثون عن المنتجات ذات الأسعار البسيطة، ومن يمتلك مبالغ مالية كبيرة يذهب للشراء مباشرة من المولات التجارية الضخمة، التى تحمل محلاتها علامات تجارية عالمية.
«الناس معظمها بتبقى محددة مبلغ معين علشان تجهز بيه بنتهم، وبيبقوا عايزين يجيبوا كل الحاجات بالمبلغ ده، وأوقات بيجيلى موظفين بيصعبوا عليّا فعلاً، وبراعى ظروفهم»، تقول «إيمان» إن المصريين أصبحوا مطحونين، بين الوفاء بمتطلباتهم والحفاظ على وجاهتهم الاجتماعية، وبين ظروفهم الاقتصادية الصعبة، حيث يأتى فلاحون وموظفون بسطاء لتجهيز بناتهم وشراء المفروشات اللازمة، لكنهم يضطرون لشراء عدد محدد من البطاطين والمفروشات والمناشف وأطقم السرائر، لذلك يبحث معظمهم عن العدد والكم الكبير، دون الجودة، حيث يتم مقارنة تجهيز كل فتاة بأخرى، سواء كانوا من نفس العائلة أو الجيران، وهذا ما يضع عبئاً كبيراً على الأسر المصرية، ويجعلهم يشترون أشياء هم فى غنى عنها، ويدفعون أموالاً أكثر على منتجات رديئة الصنع.
بينما تقول صفاء محمد، 27 سنة، موظفة فى أحد البنوك: «عندنا فى العيلة، كان لما أى حد يسافر تركيا أو السعودية، يجيب المفارش من بره لأقرب عروسة هتتجوز فى العيلة»، تضيف «صفاء» أن تلك الحيلة كانت تتبعها بنات العائلة، حتى يتمكنّ من شراء منتجات عالية الجودة بأسعار مناسبة، ولكن تلك الحيلة لم تعد مجدية، على حد قولها. وتضيف أن الفرق بين المنتجات المستوردة التى كانت تجلب من الخارج مع أحد أفراد العائلة، وبين المنتجات المستوردة الموجودة فى الأسواق، لم يعد كبيراً.