آخر يوم ليّا فى الجامعة
معتز حسن
أى مكان انتَ بتخشه وبتداوم على إنك تروحه، زى بيتك أو مكان شغلك أو جامعتك بترتبط به حتى لو كنت كاره المكان ده بس هيفضل جواك شوية لحظات حلوة كده هتفتكرها بعد فترة، أنا ودفعتى خلاص كده اتخرجنا وخلصنا تعليم، خلاص مش هنروح الجامعة تانى سبناها وكل واحد فينا ساب وراه ذكرى فى مكان معين جواها وساب أيامه اللى عاشها بحلوها ومرها، وحتى لو كنت كاره الجامعة بدكاترتها وطلابها إن شاء الله بعدين هتفتكر الحلو منها بس، هتفتكر المكان اللى كنت دايماً بتقعد فيه ويفكرك بأحلى أصحاب كانت بتخليك تشوف المكان ده أحلى ما فى الجامعة، وكل واحد من دفعتى حدوتة لوحده، وعشان أحكى عنه هنحتاج وقت كتير.. جوه الجامعة عملنا صداقات وحبينا وكرهنا وعرفنا ناس وسبنا ناس، وإذا كنت من المحظوظين القلائل ووقعت فى حب حقيقى ففى الغالب مش هتقدر تنساه شريطة أن يكون حباً حقيقياً مبنياً على التفاهم، دعك من حب المراهقة أيام الثانوية، من الحاجات اللى كنت مستغربها قوى ومكنتش حابب أتكلم عليها إننا كنا جايين الجامعة وكل واحد جاى من بيئته اللى اتربى وترعرع فيها وجميعنا فى الغالب متشابه من حيث التربية وبالطبع هناك استثناءات والحاجة اللى أغلبنا اشترك فيها إن كل واحد فينا كان جاى وجايب معاه عقدة من بيته وكان بيطلّعها على اللى حواليه، آه والله زى ما بقول لكم كده.. عقدة فى التواصل مع الآخرين زى الحاجز بيشكل أزمة بينه وبين الآخرين، عقدة بتخليك تكره ناس لمجرد منظرهم أو حتى تنتقد سلوكهم بدون مبرر بالرغم من إن لو الفرصة أتيحت لك ستسلك نفس سلوكه اللى بيخليك تنتقده هو بس لمجرد إنك مش قادر تبقى زيه، وكتير كان عندهم مشكلة فى التواصل مع الغير مش هنكر إنى كان عندى نفس المشكلة فى البداية بس بالتدريج عالجت الموضوع، يمكن أنا كان حظى كان حلو، الحمد لله ما هو أصل أنا مصرى زيكم ونفس التربية تقريباً، ولو اعتبرنا الجامعة دى انعكاس لمجتمعنا، يبقى كتير مننا عايز يتعالج ويتعلم يبقى إنسان ويتعايش مع الغير، بس إذا كنت أنا اتعلمت حاجة من الأربع سنين دول فهى إنى أحاول على قد ما أقدر أسيب فى أى مكان السيرة الحلوة وأحاول أقلل عدد اللى بيكرهونى وأفتكر الحاجات الحلوة بس، وإذا كانت الجامعة معلّمتنيش حاجة فى الأربع سنين، فأنا اتعلمت إزاى أحب المختلفين عنى وده كفاية.