ضفيرة: المكياج "الأوفر"
لا تحاولى أن تقنعينى أن كل مشاكل البنات فى مصر قد تم حلها، وأن الشوارع لم يعد بها تحرش أو معاكسة، لا تحاولى أن تقنعينى أن أول ما تعلنينه حين تحادثين صديقتك «الأنتيم» هو الحديث عن مصر أو الوطن أو جمال الطبيعة أو أطفال الشوارع.
لماذا تحاول كل فتاة حين تمسك بالقلم أن تتخلى عن مساحة الفضفضة الإنسانية اليومية، وترتدى ثوبا لا ترتديه فى الأيام العادية، يشبه الأمر المكياج حين يكون مصطنعا أو «أوفر»، فلا أضاف ولا جمَّل، وإنما غيَّر الهيئة التى يعرفك بها الآخرون.
أتلقى أسبوعيا عددا كبيرا من الرسائل التى تؤكد لى أن الفتيات ربما يضعن ألف اعتبار للصورة الذهنية التى قد يكوّنها القراء عنهن حين تقع أعينهم على تلك السطور، بينما تتوارى المساحة الشخصية والإنسانية.
دعونا نتحدث عن الشارع، عما تحويه حقيبة كل منكن، عن الصديقات و«الأسافين» التى تحدث منهن، عن تلك الطريقة الخاصة التى تستطيعين بها رؤية الفتاة «من فوق لتحت» فى ثانية واحدة لتقومى بعد ذلك بانتقاد ملابسها وحركتها وطريقتها فى الحديث، دعونا نتحدث عن الإجازة والصحوبية ونصائح الأمهات، دعونا نتحدث عن شكل الحياة التى تغيرت بعد الفيس بوك وتويتر، دعونا نفتح مساحة أكبر للفضفضة الطبيعية.