توماس فريدمان: الفيس بوك تحول من مفجر للثورة إلى مسكن للغضب
علق الكاتب الأمريكي توماس فريدمان على دور مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك وتويتر) في ثورة 25 يناير، وأشار إلى أنها ساعدت شريحة كبيرة من المصريين تتمتع بدرجة عالية من التعليم في التواصل والدعاية ونشر الأفكار عن الثورة، لكن اللعبة السياسية يحكمها ويحركها القدرة على القيادة وعلى الانجاز ولهذا فاز أحمد شفيق مرشح الجيش ومحمد مرسي مرشح الاخوان في الجولة الأولى من الانتخابات، رغم أن العلاقة التاريخية بين العسكر والإخوان هي علاقة بين البناء والهدم.
وتابع "فريدمان" في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز أنه بالرغم من أن الفيس بوك والمدونات كانت أدوات اتصال في يد الثوار وساهمت في القاء الضوء على العديد من الآراء والأفكار وغيرت طبيعة الاعلام السياسي ونقل الاخبار الا ان مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان تتحول الى مجرد مسكنات وأدوات للكلام وتفريغ الغضب دون القيام بأي عمل حقيقي على الأرض، فكتابة خبر على تويتر أو نشره على الفيس بوك أحيانا يكون بلا أي تأثير وكأن كاتب الخبر قد أطلق رصاصة في الهواء، وما لم يترك الشباب أماكنهم على الفيس بوك ويتحركون في الشوارع ويحدثون الناس عن أفكارهم لن يفعلوا شيئا، وعلى سبيل المثال.. نشر أخبار المذابح التي يتعرض لها السوريون على الفيس بوك وتويتر لم يقدم شيئا للسوريين ولم يضر نظامهم الوحشي.
واستشهد "فريدمان" برأي محلل سياسي أمريكي يرى أن ثوار الفيس بوك في مصر ينظمون احتجاجات ومظاهرات، ويتصرفون بشجاعة أحيانا وبتهور أحيانا أخرى ويتحدون النظام القديم، لكنهم فشلوا في الالتفاف حول مرشح واحد أو تشكيل حزب سياسي يعبر عن آرائهم. ويبدو أن الضوء المسلط على الفيس بوك لم يكن كافيا لإقناع رجل الشارع بالتغيير لكنه سبب العمى للنشطاء ولم يعودوا يرون اتجاهات الشعب على الأرض، وربما يكون سبب ذلك أن الثوار قد واجهوا جبهتين لهما ثقل في الشارع المصري -الاخوان والنظام القديم- وهو ما يفتقدونه.