«سعيد» حصل على حق انتفاع لتحويل مزبلة إلى مشتل: «بفلوسى»
«سعيد» وأسرته فى المشتل
فى شارع فيصل الرئيسى، وعلى ضفاف ترعة المريوطية المغطاة بالقمامة، قرّر سعيد بدر، 37 عاماً، أن يُغيّر مشهد القمامة الذى أصبح معتاداً، إلى مشهد جمالى يسر العين ولا يتسبّب فى نفور المارة. استغل «سعيد» تخرّجه فى كلية الزراعة وزرع مجموعة من الأشجار فى مساحة أحاطها بالخوص، ليكون مشتلاً يُضفى جواً من البهجة، وفى الوقت نفسه يرتزق منه هو وأسرته: «صعبان عليا أشوف شارع رئيسى متغطى بالزبالة، ده منظر يوجع العين ويؤذى الناس».
كان «سعيد» بائعاً فى أحد المحال القريبة من المنطقة، ولأنه كان واحداً من المتضرّرين من القمامة فكر بشكل إيجابى فى تنظيف القمامة ونشر اللون الأخضر بدلاً منها: «الأراضى اللى فاضية كتير، وأنا الزرع بيجرى فى دمى، باحب أحول كل حاجة للون الأخضر»، أنفق الشاب على عملية التنظيف والتجميل من ماله الخاص، لم يطلب تدخّل أحد من الحى أو المحافظة: «أنا بس أخدت حق انتفاع من الدولة لمدة سنتين، باستغلال مساحة من الأرض الفاضية كمشتل يضم مجموعة متنوعة من الأشجار، ليصبح المشتل بمثابة بيتى، وأعيش فيه مع أسرتى الصغيرة».
كل ما يخشاه «سعيد» أن يرفض المسئولون تجديد مدة الانتفاع، فيضيع جهده الذى بذله فى تنظيف المنطقة وتجميلها: «للأسف ماعنديش بديل».
نجاح فكرة «سعيد»، دفع كرم مسلم، 27 عاماً، إلى محاكاته، وتنظيف مساحة من الأرض وزرعها والتقدُّم بطلب للانتفاع بها لفترة، وحوّلها إلى معرض لبيع رخام الزينة كمدخل للعقارات بالأشكال المختلفة.