بالصور| "دير الوادي" الأثري بمدينة طور سيناء يقترب من الاندثار
دير الوادي بطور سيناء
"دير الوادي" يوجد بقرية الوادي التابعة لمدينة طور سيناء وتبعد القرية عن المدينة ما يقرب من 6 كيلو مترات وهو الدير الوحيد بسيناء الذي تم إنشائه كاملا بالحجر الجيري المصقول، كما أنه الدير الوحيد الذي يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي وحتى الآن، ومساحته مستطيلة الشكل وبطول 92 مترا وعرض 53 مترا.
وتجولت كاميرا "الوطن" داخل الدير الذي أوشك على الاندثار، ووجد أنه محاطا بسور دفاعي عرضه حوالي متر ونصف ويحتوي على 4 كنائس و8 أبراج مربعة وبئر أسطواني للمياه بالإضافة إلى معصرة للزيتون صنعت من حجر الجرانيت الأسود، ويقال إنها كانت مثبتة بوسط الجزء الشمالي وتتكون المعصرة من حجرين مخروطين أحدهما يدخل في الآخر ويتم إدارتها أفقيا بواسطة الحيوانات، كما أنه تم الكشف عن رحى داخل الدير كانت تستخدم في طحن الحبوب وهي رحى حجرية كبيرة تدار بواسطة الحيوانات ويجاور الرحى فرن مستديرة لصناعة الخبز بالدير، وفرن صغير آخر لعمل القربان المستخدم في القداس داخل الكنائس، كما تم رصد بئر للمياه أسطواني الشكل مغطى أعلاه بأحجار منتظمة كان يعلوها عقدان على الجانبين، كانا مخصصين لتركيب ساقية لرفع المياه.
وأكد الدكتور عبدالرحيم ريحان خبير الأثار بجنوب سيناء، أن "دير الوادي من أجمل الأديرة المكتشفة بسيناء فهو تحفة معمارية فريدة بنى في عهد الإمبراطور جستنيان منذ القرن السادس الميلادي ويجاوره على بعد 200 متر بئر ذو مياه عذبة يطلق عليه بئر يحيى، وعلى بعد 3 كيلومترات من هذا الدير يقع حمام موسى ذو المياه الكبريتية الدافئة"، مشيرا إلى أن دير الوادي ذكر في رسالة بعث بها البابا يوحنا رئيس دير الطور إلى مطران دير سانت كاترين يوحنا الثاني عام 1164 باللغة العربية، وعرف من هذه الرسالة أنه كان يوجد بالطور مجموعة من صوامع الرهبان .
وأضاف "ريحان" أنه تم العثور بإحدى الحجرات التي توجد بالجزء الجنوبي الشرقي من الدير على مجموعة أطباق كاملة من الخزف ذو البريق المعدني الفاطمي وصنج زجاجية بأسماء الخلفاء الفاطميين منهم المستنصر بالله، ما يدل على أن الدير ظل عامرا حتى العصر الفاطمي، ثم تحول الدير إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة .
وتابع "ريحان": "يحتوى دير الوادي على 96 حجرة تقع خلف سور الدير وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للحجاج الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير ولزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس".
وطالب "ريحان" المسؤولين بترميم الدير واستغلاله في ترويج السياحة الدينية التي يولع بها ويعشقها الملايين من دول الغرب، لافتا إلى أن موقعه يتوسط العديد من الأماكن الأثرية الدينية، ما سيساعد على انتعاش مدينة طور سيناء سياحيا .
وقال محمود سليمان جبلي أحد السكان بالقرب من الدير في وادي طور سيناء إنه "تربى في منزلة ومنذ صغره يرى هذا الدير مهمل على مر السنوات، كما أن المسؤولين وضعوا أسلاكا شائكة حوله فقط"، مطالبا بترميمه وجعله مزارا سياحية، ما يعود بالخير على أبناء وشباب قرية الوادي .
وأكد حميد عودة أحد سكان منطقة الدير أنه "شاهد رحلات كثيرة لطلاب الجامعات التي تأتي لدراسة الأثار الدينية في سيناء في دير الوادي، ما يدل على أهميته التاريخية والدينية" مناشدا المسؤولين بترميمه وتطويره وجعله مزارا سياحيا دينيا تستفيد منه الدولة ويستفيد المواطنين منه بقرية الوادي من خلال العمل في المجال السياحي.
ومن جانبه قال المحاسب فوزي همام رئيس مدينة طور سيناء، إن "المدينة تحتوي بالفعل على العديد من المناطق الأثرية الدينية، ولكنها غير مستغلة بالشكل الذي يدير دخلا للدولة وللمواطنين"، لافتا إلى أن منطقة "دير الوادي" تم تسليمها لهيئة الأثار استعدادا لترميمها وجعله مزارا للسياحة الدينية بالمدينة.