برامج اكتشاف المواهب وسوق الغناء.. إنقاذ ما يكمن إنقاذه
انتشرت فى الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ برامج اكتشاف المواهب، ابتداء من «ذا فويس» وانتهاء بـ«إكس فاكتور»؛ حيث اتجه عدد كبير من المطربين إلى برامج اكتشاف المواهب الغنائية للمشاركة كمدربين ومحكمين فى هذه البرامج، ولا يختلف أحد على أن هذه البرامج حققت شعبية كبيرة، ووصلت نسبة مشاهدتها فى «ذا فويس» مثلا إلى «100» مليون مشاهد، وهى أكبر نسبة مشاهدة فى الوطن العربى يحققها برنامج، وفى هذا التحقيق نرصد وجهة نظر بعض من شارك فى هذه البرامج من نجوم، وهل صحيح أن المطربين اتجهوا إلى هذا النوع من البرامج بعد حالة الكساد التى ضربت سوق الكاسيت فى مصر.
البداية كانت مع المنتج محسن جابر، الذى يعتبر من أوائل الناس الذين قدموا برامج اكتشاف المواهب من خلال برنامج «ستار ميكر» فى مصر منذ أكثر من 10 سنوات، يقول «جابر»: «من خلال خبرتى فى مجال الموسيقى اكتشفت أن الأصوات الجيدة التى تملك الموهبة والكاريزما 90% منها لا يذهب إلى تقديم برامج اكتشاف المواهب؛ لأن بعضها يتعرض للظلم، خاصة أن مقاييس النجاح تتحكم فيها عوامل كثيرة، منها: تصويت الجمهور، مما قد يضر بهذه المواهب، ويسبب لهم الإحباط، وأتحدى أن تكون برامج اكتشاف المواهب قد أنتجت ألبوماً لأى مطرب فاز بلقب البرنامج، وعلى سبيل المثال فإن آخر البرامج قدمت الموهبة المصرية كارمن سليمان، الحاصلة على لقب (آراب إيدول)، أين هى الآن بعد أن حققت اللقب، بعد مرور سنة على حصولها عليه؟ هل يهتم بها أحد؟».[Image_2]
أضاف «جابر»: «فى اعتقادى أن كل برامج اكتشاف المواهب دعائية ولها هدفان، أولهما هو عمل بروباجندا للشاشة التى تعرض البرنامج، وثانيهما هو تحقيق أرباح من الإعلانات بما فيها برنامج (ستار ميكر) الذى قدمته منذ 10 سنوات، وأعتقد أن برنامج (سيمون أسمر - ستوديو الفن) هو البرنامج الوحيد فى الوطن العربى الذى قدم نجوماً، كان منهم: ماجدة الرومى وراغب علامة ونوال الزغبى ووائل كفورى وغيرهم؛ لأنه كان برنامجاً مدروساً، ويرعى المواهب ويقدمها لشركات الإنتاج».
أما سميرة سعيد، التى شاركت لأول مرة فى برامج اكتشاف المواهب من خلال برنامج «صوت الحياة»، فتقول: «إن سبب اتجاه عدد كبير من المطربين للمشاركة فى برامج اكتشاف المواهب يعتبر نوعاً من الوجود فى ظل حالة الكساد التى تعانيها سوق الكاسيت فى السنوات الأخيرة، وهذه البرامج أصبح لها جمهور كبير يتابعها على مستوى الوطن العربى، وهذا ما يساعد المواهب الجديدة فى تحقيق خطوات كبيرة فى تحقيق أحلامهم».
فى حين تقول أنغام، التى شاركت فى لجنة تحكيم برنامج «نجم الخليج»: «أختلف مع القائلين إن انتشار برامج اكتشاف المواهب مؤخراً هو هروب من كساد سوق الغناء، وأرى أن برامج اكتشاف المواهب مجرد موضة، وليست لها علاقة بالكساد الذى ضرب صناعة الكاسيت، وأعتقد أنها فرصة جيدة لوجود المطربين، خاصة فى ظل غياب الحفلات نتيجة الأحداث السياسية التى لا تتغير، وتتطور بين لحظة وأخرى».
أما عاصى الحلانى فيقول: «إن تجربة زملائى فى المشاركة فى برامج اكتشاف المواهب كانت جيدة، وكانت مفيدة لهم، والأسماء التى شاركت معى فى (ذا فويس) كبيرة، ولكل واحد منهم قيمته وحضوره، وقد كنا نتصرف على طبيعتنا، بالرغم من أن هذه التجربة جديدة علىّ، لكننى كنت خائفاً لأنها تحملنى مسئولية، فالأمر لم يكن مجرد لعبة، بل كان سلاحاً ذا حدين، وأنا أحب روح المنافسة، لكنها تعتبر مغامرة محفوفة بالمخاطر، فإما أن تزيد من رصيد الفنان عند الجمهور، وإما أن تسحب منه هذا الرصيد».
من ناحيته، يرى الموسيقار حلمى بكر، الذى شارك من قبل فى برنامج «ستار ميكر» وشارك مؤخراً فى برنامج «صوت الحياة»، أن برامج اكتشاف المواهب لها هدف مادى فقط؛ لأن بعض هذه البرامج هدفها العائد المادى أولاً من خلال الإعلانات والـsms، وللأسف لا تتم رعاية المواهب التى تشارك فى البرنامج؛ لأنها تنشغل بتقديم موسم ثانٍ من البرنامج، وتهمل من حصل على لقب الموسم السابق، بالإضافة إلى أن التعامل المادى بات يحكم مختلف التعاملات فيما يتعلق بالغناء والمواهب الجديدة، وبالتأكيد هذه البرامج من المفترض أن تساعد فى اكتشاف مواهب جديدة على الساحة الفنية، خاصة بعد انهيار سوق الكاسيت، وإفلاس شركات الإنتاج، واتجاه المطربين الآن للتمثيل وتقديم البرامج، هروباً من حالة الكساد التى تضرب سوق الغناء.