خبير بيئة: الجراد أصبح حشرة مستوطنة ويجب القضاء عليه قبل الوصول إلى ضفاف النيل
قال محمد الكيلاني، أستاذ علوم البيئة بجامعة الزقازيق، إن مصر الآن أصبحت ضمن منطقة حزام الجراد الصحراوي، ذلك بعد أن استقر جزء منه على الحدود المصرية الجنوبية، وبدأ في التكاثر منذ الغزو الأخير، فأصبحت الأسراب تخرج من منطقة البحر الأحمر وصولا إلى المناطق الزراعية.
أوضح الكيلاني، لـ"الوطن"، أن من الصعب التخلص من الجراد الموجود في صحراء مصر الغربية تماما، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال مرحلتين، تبدأ بالمرحلة الميكانيكية، التي تستخدم فيها أجهزة لتقليب التربة للقضاء على أكياس بيض الجراد الموجودة على عمق 30 سم تقريبا، ثم حرق كل الحشائش الموجودة في المنطقة.
وأكمل أنه بذلك يتم القضاء على الظروف التي تجعل من المكان بيئة قابلة للعيش بالنسبة للجراد، ما يضطره للرحيل، ثم تبدأ المرحلة الكيماوية، والتي تستخدم فيها المبيدات للقضاء على ما تبقى من أسراب الجراد، محذرا من أن مشكلة الجراد أصبحت داخلية وليست خارجية، لذلك يجب تعجيل البدء في القضاء عليه.
أشار الكيلاني إلى أن الجراد يستهدف المحافظات المتواجدة على ضفاف النيل، من الجنوب وصولا إلى منطقة الدلتا، مرورا بمحافظتي القاهرة والجيزة، أو المناطق الزراعية المحيطة بهما، وأن القضاء عليها الآن يكون من خلال فرق مكافحة الحشرات في المحافظات المقرر أن يمر عليها الجراد، ومقاومتهم بمدافع المبيدات، وقاذفات اللهب إن وجد، على أن تكون بعيدا عن المناطق السكنية.
وأكد أن دخول أسراب الجراد، والتي يصل طولها وعرضها للكيلومترات، إلى المناطق السكنية ستكون بسبب الحدائق والأشجار المحيطة بالمنازل، أو أن يهبط السرب للراحة من السفر، موضحا أن ذلك يتسبب في إغلاق شوارع بأكملها.
ونفى الكيلاني وجود أي خطر على الإنسان كفرد، لأن الجراد حشرات تسعى للأكل فقط، ولا تعض أو تلسع الجسد، ولكن الضرر يأتي في قضائها على أراضي زراعية كاملة في وقت قصير جدا، وهو ما يتسبب في جوع سكان المناطق التي تمر عليها.
كما فسر أستاذ علوم البيئة سفر الجراد من منطقة إلى أخرى، أن ذلك يحدث بسبب التزاحم، وعدم اكتفائهم بالحشائش الموجودة، ما يجعلهم يبحثون عن منطقة أخرى ملائمة للتكاثر، وتكفي هذه الأعداد المهولة، موضحا أنهم من الممكن أن يستقروا في أي محافظة زراعية.