«القرين».. بلد الفول السودانى «أباً عن جد»
«إحنا بلد الفول السودانى أباً عن جد» يقولها أسعد عبدالله إسماعيل فخراً، متحدثاً عن بلدته «القرين» التابعة لمحافظة الشرقية والتى تشتهر بصناعة الفول السودانى وتصديره إلى باقى محافظات مصر، يمتلك أسعد مصنعاً صغيراً بالقرب من منزله يخرج منه يومياً مئات من كيلوات الفول السودانى والذى يتم زراعته أيضاً فى الأراضى المحيطة بالقرية التابعة لمركز أبوحماد.
كيس الفول السودانى الصغير الذى يباع فى المقلة أو من يد بائع متجول على كورنيش النيل يمر بالعديد من المراحل والخطوات قبل أن يصل ذلك، الخطوة الأولى، كما يشرح أسعد تقوم على زراعته وقلعه خلال فصل الصيف، لأن السودانى يحتاج إلى الجو الاستوائى، لذلك يبدأ زرعه فى شهر مارس لينضج ابتداءً من شهر يوليو ويستمر حتى شهر أكتوبر على أقصى تقدير.
المرحلة الثانية تكون فى مصنع أسعد الذى ورث المهنة عن والده ويعمل بها منذ ما يزيد على العشرين عاماً، حيث يبدأ أسعد فى المصنع بغربلة الفول السودانى من الأتربة وحبات الحصى الصغيرة التى قد تكون عالقة به نتيجة للزراعة، ثم تبدأ عملية تبليله بالمياه حتى لا يتعرض للكسر أثناء دخوله للماكينة فى المرحلة الأخيرة، وبعدها يُدخل فى ماكينة خاصة تقوم ينزع القشرة عنه وتقسيمه المحصول بحسب حجم الحبة.
أما عن أنواع الفول السودانى، فهناك الفول السودانى الهندى والصينى لكنه يستخدم فى الحلويات فقط لأن طعمه يختلف بشكل كبير عن المصرى، ولا يستسيغه المستهلك المصرى، وأفضل الأراضى الزراعية التى يخرج منها السودانى هى أراضى محافظة البحيرة، يليها فى الشهرة والجودة محافظة الشرقية.
فى المصنع، السيدات تخصصن فى غربلة السودانى وتنقيته «زى ما بينقوا الرز كده» قالها أسعد شارحاً فكرته، يعملن طوال فترة قلع المحصول من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة مساءً، أما الذكور فهم من يستخدمون الماكينات، وفى موسم السودانى يُخرج المصنع يومياً حوالى أكثر من ألف كيلو من الفول السودانى.
يتمنى أسعد أن يرث أبناؤه عنه تلك المهنة كما ورثها عن والده، فقليلون هم من يستطيعون بيع فول سودانى متميز: «الناس كلها بتحب الفول السودانى، وسعره ما بيرخصش زى أى حاجة بتتزرع، بالعكس سعره بيزيد والمكسب بيكتر».
أخبار متعلقة:
«الشرقية».. أرض الخيل والكرم
هنا قرية «الوسية».. عبيد أراضى الباشوات
احبس أنفاسك..أغمض عينيك..تقترب من محافظة «مكامر الفحم»
«صان الحجر».. آثار ملقاة على الرمال تنتظر من ينتشل "التاريخ"
«تل بسطة»...هنا كان يعيش إله المرح والسعادة والراحة
«بهاء» يدلل أحصنته بـ«الحضن والطبطبة».. والفول ممنوع «عشان التناحة»
«بحر البقر» ..رحلت طائرات العدو..وبقيت "ألغام" الإهمال
«أكياد»: تتحدث عن نفسها بفخر:"إحنا اللى عزمنا القطر على الفطار"
حفيد «عرابى» يرتدى بذلة الزعيم..ولكن من أجل "إحياء الأفراح"