محاكمة شعبية لسائقى النقل الثقيل: «أوقفوا نزيف الدماء»
انقلاب مقطورة فى طريق الخارجة «صورة أرشيفية»
أرواح بريئة صعدت إلى بارئها، من بينها أطفال فى عمر الزهور، لا لشىء اقترفته سوى أن القدر ساقها للوجود بالقرب من سائقى نقل ثقيل عديمى الضمائر، فى غفلة من المسئولين ونصوص قانونية تحتاج إلى التغيير.
خبير مرورى: تحديد مواعيد لسير النقل الثقيل ليس كافياً.. والحل فى تأمين شامل ضد الحوادث ومسئولة «أسفلت مصر»: الحكومة مطالبة بتطبيق قوانين ومشروعات للحد من وفيات الطرق
أكثر من حادث هز مشاعر المواطنين فى الفترة الأخيرة، بسبب كوارث النقل الثقيل، على رأسها مصرع الطفلة «دانة» على الطريق الدائرى بسبب سائق «تريلا»، ومقتل الطفلة «دانية» بعد تصادم سيارة أسرتها مع عربة نقل ثقيل يقودها سائق يتعاطى المخدرات، ما أعقبه انطلاق دعوات وتدشين حملات على مواقع التواصل الاجتماعى، للمطالبة بتغيير مواعيد سير النقل الثقيل والمقطورات على الطرق العامة والسريعة.
إلزام النقل الثقيل بالسير فى مواعيد محددة، من 11 مساءً إلى 6 صباحاً، عودة الدورية الراكبة المنوطة بتأمين الطرق وردع المخالفين، الكشف المستمر على رخص القيادة وسيارات النقل، الكشف الطبى على السائقين المخالفين للتأكد من عدم تعاطيهم أى ممنوعات وتغليظ عقوبة من يتسبب فى قتل الأبرياء، هى أبرز المطالبات التى تنادى بها الحملات.
«تحديد مواعيد لسير النقل الثقيل أمر مطلوب، لكنه يقلل معدل الحوادث التى تقع»، كلمات مجدى الشاهد، الخبير المرورى، الذى أكد أن حل المشكلة يكمن فى وجود تأمين شامل ضد حوادث الطرق فى القانون، ما يُنهى 80% من الحوادث التى تقع.
أضاف «الشاهد»: «غير صحيح أن الوزارة مسئولة عن 5% من حوادث الطرق، بل على العكس الوزير مسئول عن أكثر من ذلك، ولسخرية القدر فإن قانون إلزام المركبات بوقت معين مطبق فى المحافظات والحوادث تقع، حيث إن غرامته لا تزيد على 50 جنيهاً، فى حين لا تُطبق غرامات على الطرق السريعة، والحل الوحيد أن يُصدر مجلس الوزراء قراراً بتطبيق غرامات كبيرة جداً على كل الطرق».
«ياسمين» مسئولة مبادرة «أسفلت مصر»، تقول: «نحن بصدد حصر البيانات الخاصة بأكبر عدد من المصابين والمتوفين فى حوادث الطرق، لمطالبة الحكومة بتطبيق قوانين وتنفيذ مشروعات متعارف عليها دولياً للحد من وفيات الطرق، لأن مصر تهدر سنوياً 3.4 مليار دولار تكلفة حوادث الطرق، إلى جانب إزهاق الكثير من الأرواح البريئة».
فى عام 2015 تم رصد 14.5 ألف حادثة، نتج عنها 25.5 ألف حالة وفاة وإصابة، وفقاً لما ذكرته «ياسمين»، حيث تسبب العنصر البشرى فى 64% منها، بينما أرجعت 21% منها إلى الحالة الفنية للمركبة، و2.4% إلى الطريق، ما جعل مصر تحتل المرتبة الـ16 عربياً و109 عالمياً من حيث معدلات وفيات الطرق، ويشير إلى ضرورة المطالبة بتعديل القوانين الخاصة بالنقل والمرور، وإلزام النقل الثقيل بالسير فى مواعيد محددة.