ثقافة الموسكى: الخرابة ممكن تتأجر وتجيب فلوس
«محمد» حول أرض الخرابة لسوق
أنصاف جدران متآكلة وأرض مستوية، هى آخر ما تبقى من العقار الذى تصدع وانهار قبل سنوات فى منطقة الموسكى، اصطلح الأهالى على تسميته «الخرابة»، يُلقون فيه قمامتهم، لكن محمد خالد الشاب العشرينى الذى يبحث عن عمل وجد فى الأرض المهجورة سوقاً مصغرة، احتال على الجدران المتهدمة والمتآكلة بجدار جديد يحمل بوابة قد تحمى بضاعته من لصوص الليل، فيما يحميها نهاراً من أشعة الشمس بقطعة قماش توفر له قليلاً من الظل.
خضار وفاكهة عرفت طريقها إلى البيت المهجور، كان سهلاً على صاحب البيت بيع أرضه الفضاء، حتماً ستدر عليه ملايين، خاصة مع عجزه عن البناء عليها لعدم وجود سيولة لديه، لكن لماذا يبيعها وهى تدر عليه شهرياً 1000 جنيه، قيمة إيجارها كمحل لبيع الخضراوات والفاكهة: «الأرض كانت فاضية وابن خالتى كان بيجيب خضار من الوراق ويوزعه على البياعين هنا، وبالصدفة شاف الأرض فاقترح على صاحبها إنه يتأجرها منه والراجل وافق»، يقولها الشاب الذى ترك التعليم فى المرحلة الإعدادية باحثاً عن لقمة العيش، مبيناً أنه يعمل فى مخبز بعض الأيام فى الوقت الذى يقف فيه ابن خالته فى المحل. يبلغ إيجار المحلات حول المكان 3000 جنيه فى المتوسط لقربه من الحسين، لكن الشاب العشرينى يدفع 1000 جنيه شهرياً مقابل الأرض التى أخذها دون عقد إيجار من صاحبها.